تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل

Al-Baqillani d. 403 AH
55

تمهيد الأوائل في تلخيص الدلائل

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

تحقیق کنندہ

عماد الدين أحمد حيدر

ناشر

مؤسسة الكتب الثقافية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

پبلشر کا مقام

لبنان

على صدق صَاحبهَا وأمثال ذَلِك مِمَّا قد عرف جِهَة تعلق الدَّلِيل فِيهِ بمدلوله وَلَا وَجه من قبله يعلم لدلَالَة كَون هَذِه الأفلاك فِي البروج وسيرها وحركاتها على حُدُوث مَا يحدث من الأمطار والنماء وَالنُّقْصَان وَغَلَاء الأسعار وَسَفك الدِّمَاء وَسُكُون الهيج وَالْفساد وعَلى مَا يستسر النَّاس بِعِلْمِهِ وَمَا ينطوون عَلَيْهِ وَقد أخبر الله تَعَالَى عَن كذب مدعى علم ذَلِك وَأَنه تَعَالَى المستبد بِعلم مَا كَانَ وَيكون فَقَالَ ﴿وأنبئكم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تدخرون فِي بُيُوتكُمْ﴾ فَجعل ذَلِك من دَلِيل النُّبُوَّة وَمَا لَا يطلع عَلَيْهِ إِلَّا من أُوحِي بِهِ إِلَيْهِ وَقَالَ ﴿إِن الله عِنْده علم السَّاعَة وَينزل الْغَيْث وَيعلم مَا فِي الْأَرْحَام وَمَا تَدْرِي نفس مَاذَا تكسب غَدا وَمَا تَدْرِي نفس بِأَيّ أَرض تَمُوت﴾ وَقَالَ ﴿عَالم الْغَيْب فَلَا يظْهر على غيبه أحدا إِلَّا من ارتضى من رَسُول﴾ وَفِي نَظَائِر هَذِه الْآيَات مَا يدل على أَن علم مَا يكون لَا يُدْرِكهُ إِلَّا علام الغيوب أَو من أطلعه على ذَلِك فَكيف يدْرك ذَلِك بِقطع الأفلاك وسير النُّجُوم وَكَيف يجْتَمع فِي قلب مُؤمن تَصْدِيق الرُّسُل وَتَصْحِيح الْآيَات مَعَ اعْتِقَاد تَصْحِيح أَحْكَام المنجمين واعتقاد كَون سير الأفلاك أَدِلَّة على علم مَا كَانَ وَيكون وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ (من صدق

1 / 77