فكلامه يقتضي أن الاستغاثة بالمخلوق ليست واجبة ولا مستحبة ولا مباحة فإن قوله تعالى
﴿فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه﴾
لا يقتضي أنه شرع لنا وجوبا ولا استحبابا مثل هذه الاستغاثة بل ولا يقتضي الإباحة فإن هذا الإسرائيلى ليس ممن يحتج بأفعاله بل ولا في الآية ما يقتضي أن هذا المستغيث بموسى كان مظلوما بل لعله كان ظالما وموسى لما أغاثه فقتل عدوه ندم على ذلك وقال
﴿هذا من عمل الشيطان﴾
ثم قال
﴿رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له﴾
ثم قال
﴿فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين﴾
فشهد فيه موسى بأنه غوي
وكذلك قول الشيطان لإتباعه
﴿ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي﴾
أي بمغيثكم وما أنتم بمغيثي فهذا ينفي وجود الإغاثة ولو كانت واقعة لم يكن فعل الشيطان وأتباعه دليلا على جواز ذلك في الشرع وإن سمي ذلك في اللغة استغاثة
صفحہ 282