فاجتمعت له صفات الكمال المتفرقة في غيره من الرسل و الأنبياء وولاة الأمر و غيرهم و كان له من خصائص النبوة و الرسالة ما لم يشركه فيه أحد بعده وكان يقوم بالإمامة في الصلاة و الإمارة في الغزو و إرسال البعوث و عقد الألوية و الشعائر في الحرب و إقامة الحدود و إيصال الحقوق و قسم المواريث و المغانم و الفيء و الصدقات و تعليمهم ما يؤمرون به مما في القلوب من المعارف و الأحوال أو ما يقوم بالأبدان من الأقوال و الأعمال و إفتاؤهم فيما ينوبهم من المسائل و الحكم بينهم فيما يتنازعون فيه من القضايا و تعبير الرؤيا و ما كان و ما يكون من أمر الدنيا و الآخرة و صفات الرب و ملائكته و أمر الآخرة و الجنة و النار إلى غير ذلك
فهذه الأمور التي كان مأمورا بها أمر إيجاب أو أمر استحباب و كانت حقا عليه للخلق انتهت بموته فلم يبق عليه منها شيء كما انتهى حق الله الذي أمره به فلم يبق عليه شيء فجاهد في الله و نصح الأمة و عبد ربه حتى أتاه اليقين
صفحہ 235