فالمؤمن المتبع للسنة يحسن إلى الخلق ويطلب الأجر من الخالق فيكون قائما بحق الله وحق عباده قد أتى بحقيقة الصلاة وهي أن يعبد الله وحده وحقيقة الزكاة وهي الإحسان إلى الخلق فيجتمع له التعظيم لأمر الله والرحمة لعباد الله فيصلي على جنازة المسلم بقصد انتفاع الميت بالدعاء له وما يحصل له من الله من الأجر بإحسانه إلى الميت ويزور قبر أخيه المسلم من الصحابة والتابعين وأهل البيت وغيرهم بل ومن الأنبياء والمرسلين كما يصلي على جنازته فيسلم عليه ويدعو له فيرحم الله الميت باستجابة الدعاء ويثيب الله الساعي في وصول النفع والرحمة إليه على هذا الإحسان
فهذا هو المشروع للمسلمين مع المسلمين فاستنزل الشيطان أهل البدعة والضلال فصاروا يزورون قبر الأنبياء والصالحين ولا يقصدون بتلك الزيارة الله والدار الآخرة ولا يخلصون لله الدين ولا ينال الميت رحمة وخيرا بدعاء الحي له ولا يرجون من الله ثواب ذلك فلا توحيد لله ولا إحسان إلى خلق الله بل يقصدون تكليف ذلك الميت حوائجهم يستعملونه ولا ينفعونه وهو أيضا لا ينفعهم ويشركون بالله ولا يوحدونه قد تركوا القيام بحق الله من العبادة له والتوكل عليه ورجاء رحمته وتركوا القيام بحقوق الأموات من الأنبياء والصالحين وغيرهم لما في ذلك من زيادة رحمة الله لهم وإحسانه إليهم ورفع درجاتهم مع ترك مسألة الحي القيوم العليم القدير وترك التوكل عليه كما قال
﴿وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا﴾
صفحہ 220