والمؤمن المحسن المتبع لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يأمر أحدا بأمر لمجرد غرضه كما يأمر الملك والصديق والمالك ولا يسال أحدا شيئا بل إذا أمر أحد بأمر كان مقصوده بذلك انتفاع المأمور وحصول مصلحته وله أجر الناصح الدال على الخير الداعي إلى الهدى فيكون له مثل أجر العامل المأمور من غير أن ينقص من أجر العامل شيء
وكذلك إذا قال لغيره ادع لي فإنه يقصد بذلك أن الداعي يحصل له مثل دعائه كما ثبت في الصحيح ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا لأخيه بدعوة قال الملك آمين ولك بمثل فهو يقصد أن يحصل للداعي ذلك ويقصد أيضا انتفاعه باستجابة الله دعاء ذلك الداعي له كما يقصد إذا أمره بالمعروف أن ينتفع المأمور بعمله ويكون للآمر مثل أجره
صفحہ 219