والله تعالى لم يأمر بسؤال الخلق قط لا أحياء ولا أمواتا ومن زعم أن سؤال المخلوق حيا أو ميتا قد أمر الله به أو هو واجب أو مستحب فهو غالط وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته إذا سمعوا المؤذن أن يقولوا مثل ما يقول ثم يسألوا له الوسيلة ثم قال فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي يوم القيامة فأمرهم أن يسألوا له الوسيلة
والوسيلة تتضمن شفاعته لهم فقد أمرهم أن يطلبوا له من الله ما يتضمن قبول شفاعته كما أمر الأعمى أن يقول في جملة دعائه اللهم شفعه في فإنه لم يأمرهم بذلك سائلا لهم بل آمرا لهم بما ينفعهم فإنهم إذا سألوا له حصل لهم من الثواب ما ذكر وإن كان هو ينتفع بإجابة الله سؤالهم فهو كما ينتفع بسائر ما نعمله مما أمرنا الله به ورسوله إذ كان له مثل أجورنا ولله تعالى المنة عليه بما أنعم عليه من أعماله وأعمال غيره التي ترتفع درجته بها ولله المنة على الذين أنعم عليهم بطاعته حتى نالوا ما نالوا من ثواب الله بذلك
صفحہ 218