ولما كان الدماغ باردا رطبا، وكان كل عضو انما يالم فى الاكثر من جهة الاسطقس الغالب عليه، كان الاملك لحدوث هذا العرض، اعنى النوم، هو الدماغ مع ان القلب ايضا فى ذلك الوقت، اعنى فى وقت الغذاء، قد تبرد حرارته. واذا بردت، ضعف فعلها لذلك فى الدماغ وفى غيره من الاعضاء. فالنوم يعرض ضرورة لمكان ضعف الدماغ وضعف القلب. وكل واحد منهما سبب فى ضعف صاحبه، وان كان الدماغ اقوى سببا فى ذلك لموضع مزاجه. والسبب فى ضعفها جميعا هو نضج الغذاء وطبخه. ولذلك ينام الحيوان ضرورة ما دام فى النضج، وينتبه اذا فرع من الطبخ وتشبه الغاذى بالمغتذى، لانه حينئذ تنقى الحرارة الغريزية من تلك الرطوبة والابخرة، وتتحرك فى الشرايين والاعصاب الى خارج الحس، فيحدث السهر ضرورة.
صفحہ 63