التأليف الطاہر فی شیم الملک الظاہر القائم بنصرۃ الحقق ابو سعید جقمق
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
اصناف
الحوادث في سنة خمسين وثمانمائة • فيها توفي قاضي القضاة شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن يعقوب القاياتي الشافعي في العشر الأخير من المحرم وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلاة المومني ودفن بتربة الصوفية بالصحراء خارج باب النصر وقد تقدم شيئا من ترجمته عند ولايته • وفيها توفي القاضي بهاي42 الدين محمد بن قاضي القضاة نجم الدين عمر بن جحي الدمشقي المولد والمنشأ الشافعي ناظر جيش دمشق بخط بولاق بمنظرة على النيل في ثالث عشرين صفر وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلاة المومني • ودفن بالقرافة الصغرى تجاه شباك الإمام الشافعي رضي الله عنه وهو في حدود الأربعين من العمر تخمينا • وكان شابا طوالا حميما جميلا • طويل اللحية جدا • كريما مفرطا في الكرم ومات وعليه جمل من الديون فقضى دينه من موجوده • الحوادث في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة فيها في أول المحرم ولي قاضي القضاة علم الدين صالح بن البلقيني الشافعي قضاء الديار المصرية عوضا عن الشيخ شهاب الدين بن حجر رضي الله عنه بحكم عزله وفيها استقر أبو النحاس النحاس في وكالة بيت المال عوضا عن ولي الدين السقطي وقد تقدم ذكر توصل ابوا الخير المذكور على السلطان وسبب ترقيه وفيها أنعم السلطان على الأمير خشقدم الناصري المؤيدي بإقطاع حائر بك الأجرود وفيها في يوم الخميس قدم الشريف بركات بن الشريف حسن بن عجلان امير مكة المشرفة وكان الواسطة في دخوله في الطاعة وقدومه إلى السلطان القاضي شرف الدين موسى التتاي الأنصاري ونزل الملك الظاهر إلى لقائه بمطعم الطير بالريدانية وبالغ السلطان في إكرامه وقام ومشى إليه خطوات وأجلسه بجانبه
125ظ
ثم أخلع عليه وأحضر له فرسا بسرج ذهب وكنبوش زركش وركب مع السلطان إلى أن ركب قرب من القلعة أذنه أن يتوجه إلى مكان أنزله به • وفيها ظهر الطاعون بالديار المصرية ودام أشهرا • الحوادث في سنة اثنين وخمسين وثمانمائة فيها تزايد الطاعون ومات جماعة كبيرة من أعيان الدولة وأمرائها • وفيها أخلع السلطان على الأمير جرباش الكريمي باستقراره أمير سلاح عوضا عن تمراز القومشي بحكم وفاته • وفيها خامس ربيع الأول استقر الأمير اشنبغا الطياري رأس نوبة النوب عوضا عن الأمير تمر باي التمر بغاوي بحكم وفاته • وفيها في سادس ربيع الأخر رسم بنفي يرعلي المحتسب العجمي ثم شفع فيه وفيها أخلع السلطان علي مملوكه إزبك من ططح باستقراره من جملة رؤوس النوب • وفيها سافر الأمير قانم التاجر رسولا إلى بن عثمان متملك بلاد الروم وفيها في ثاني عشر رجب استقر شيخ الإسلام شرف الدين يحي المناوي رضي الله عنه في قضاء الديار المصرية عوضا عن علم الدين صالح بن البلقيني بحكم عزله وفيها رسم السلطان للأمير زين الدين الاستادار في التكلم في الحسبة من غير أن يلبس لها خلعة وفي سابع رمضان اختفى السقطي فلم يعلم له مكان • وفيها حج بالناس أمير المحمل الأمير فيروز الزمام • وفيها استقر الأمير جانبك اليشبكي محتسب القاهرة مضافا لما بيده من الولاية وشد الدواوين والحجوبية • الحوادث في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة •
126و
فيها توفى السيد الشريف سراج الدين عبد اللطيف الفاسي الأصل المكي المولد والمنشأ • الحنبلي قاضي قضاة الحنابلة بمكة ومات بها في أواخر هذه السنة وكان سيدا كريما متواضعا • رحل إلى بلاد الشرق غير مرة • وأقبل عليه شاه رخ بن تيمور لنك • وابنه صاحب سمرقند • وعاد إلى مكة بأموال كثيرة أتلفها في مدة يسيرة لكرم كان فيه وهو أول حنبلي ولي قضاء مكة استقلالا • وفيها توفي قاضي القضاة أمين الدين أبو اليمن محمد النويري الشافعي قاضي قضاة مكة وخطيبها في ذي القعدة عن نحو ستين سنة وهو قاض وكان فاضلا دينا خيرا فصيحا مفوها • كثير الصوم والعبادة • مشكور السيرة في أحكامه فردا في معناه • أمر النيل القديم سبعة أذرع وخمسة عشر إصبعا مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وثلاثة أصابع • الحوادث في سنة أربع وخمسين وثمانمائة فيها كان الشراقي العظيم بأرض مصر والغلاء المفرض المتداول إلى سنة سبع وخمسين وثمانمائة وبلغ سعر القمح الأروب نحو ألفي درهم والحمل التبن سبعمائة درهم وفيها توفي الشيخ المعمر شمس الدين محمد بن الخطيب عبد الله الرشيدي الشافعي خطيب جامع الأمير حسين خارج القاهرة بحكر النوبي في يوم الجمعة حادي عشر شهر رجب سنة تسع وستين وسبعمائة وكانت له مسموعات كثيرة وحدث سنين وتفرد بأشياء وكان شيخا منور الشيبة فصيحا مفوها خطيبا بليغا • وفيها توفي الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الدمشقي الحنفي المعروف بابن عرب شاه غريبا عن أهله وأوطانه بخانقاة سعيد السعداء في خامس عشر رجب ورحل إلى بلاد الروم في واقعة تمرلنك
126ظ
وترد إلى القاهرة وولي قضاء حماة وعدة وظائف وكان إماما بارعا في علوم كثيرة مفننا في الفقه • والعربية • وعلم المعاني • والبيان • والأرب • والتاريخ • وله محاضرة حسنة وكان متواضعا وكان ينظم الشعر باللغات الثلاث العربية • والفارسية والتركية • وفيها توفي القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل بن إبراهيم الدمشقي الأصل والمولد • والمنشأ المصري الدار • والوفاة • بطالا بها في رابع شوال بداره بخط الكافوري وقت المغرب • ودفن من الغد بتربته التي أنشأها بالصحراء خارج القاهرة ومولده في حدود التسعين نشأ بدمشق • وخدم القاضي بدر الدين بن الشهاب محمود وبه عرف بين الناس • ثم اتصل بخدمة الملك المؤيد شيخ وهو على نيابة دمشق • ولازمه إلى أن قتل الملك الناصر • وقدم معه على القاهرة وسكن بالسبع قاعات وهو فقير • ولما تسلطن المؤيد قربه وأدناه وولاه نظر الخزانة فانتقل من داره إلى دار أخرى • ثم أخذ أمره في نمو • وعظم في الدولة • وعمر الأملاك الكثيرة • ثم أنشأ مدرسة بخط الكافوري تجاه داره • ثم ولي نظر الجيوش المنصورة بالديار المصرية • في الدولة الظاهرية ططر • بعد عزل بن البارزي • وتم في نظر الجيش سنين • وعظم في أوائل الدولة الأشرفية • ثم أخذ أمره عنده في أدبار • ثم ولي الوزر والاستاداريه وحبس وصودر وقاسا أهوالا كثيرة وقد ذكرنا ذلك في ترجمته فلم نحتج إلى إعادة ذلك • وفيها توفي الأمير أركماس الظاههري الدوادار بطالا بالقاهرة في ثامن عشرين شوال وسنه يزيد على سبعين سنة • وفيها توفي قاضي القضاة ولي الدين أحمد بن محمد بن يوسف السفطي الشافعي في مستهل ذي الحجة ودفن من الغد بعد أن مرض يوما واحدا كان أصله من سفط
127و
الحنا بالوجه البحري من أعمال القاهرة ونشأ بالقاهرة وحفظ عدة متون واشتغل بالعلم في مبادئ أمره • وناب في الحكم عن قاضي القضاة جلال الدين البلقيني مدة سنين ثم تنزه عن ذلك • وتردد للأكابر • إلى أن اتصل بالملك الظاهر جقمق وحظي عنده وولي عدة وظائف آخرها قضاء القضاة بالديار المصرية فسلط عليه أبو الخير النحاس فتكلم فيه عند السلطان وأبلغه ما يتفق منه مع الناس من قطع أرزاقهم والترسيم عليهم • والتشويش • ففعل به السلطان ما ذكرناه في ترجمته • وفيها توفي العلامة قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء محمد بن قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن الشيخ الإمام العلامة ضياء الدين محمد • بن محمد • بن سعد • بن عمرو • بن يوسف • بن إسماعيل الصاغاني الأصل • المكي المولد • والدار • والوفاة ولي قضاء الحنفية بمكة • وافتى بها وصنف • ومولده في تاسع المحرم سنة تسع وتمانين وسبعمائة بمكة • وكانت وفاته في تاسع عشرين ذي القعدة • وولي القضاء بعده بمكة أخوه أبو حامد • أمر النيل القديم ستة أذرع وخمسة عشر إصبعا مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا • وسبعة أصابع وهي سنة الشراقي العظيم • الحوادث في سنة خمس وخمسين وثمانمائة فيها توفي الخليفة أمير المؤمنين المستكفي بالله • أبو الربيع سليمان ابن الخليفة المتوكل على الله • أبي عبد الله محمد بالقاهرة في يوم الجمعة ثاني المحرم وصلى الله عليه السلطان بمصلاة المؤمنين ومشى في جنازته إلى أن شهد دفنه وربما أراد حمل نعشه في طريقه • وكان سنه نحو الستين سنة وكانت خلافته تسع سنين وعشرة أشهر تقريبا • وكان دينا خيرا كثير الصمت منجمعا عن الناس بالكلية • وولي الخلافة بعده أخوه حمزة بغير عهد منه ولقب القائم بأمر الله وفيها توفي القاضي جمال الدين عبد الله بن هشام الحنبلي الفقيه أحد
127ظ
نامعلوم صفحہ