بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي رفع قدر العلماء وفضل مدادهم على دماء الشهداء، لما وطدوا 1) من الشرع الشريف بتبيان الكتاب وشرح السنة الزكية الطاهرة، وأحيوا آثار العترة الظاهرة. والصلاة على خير خلق الله محمد وآله بحور العلم الزاخرة، وفلك النجاة الباخرة، في لجج أهوال الدنيا والآخرة.
أما بعد:
فيقول العبد الراجي فضل ربه ذي المنن ابن السيد العلامة الهادي حسن المشتهر بالسيد حسن صدر الدين الكاظمي:
هذا هو المجلد الأول من كتاب (تكملة أمل الآمل) الذي ألفه الشيخ
صفحہ 65
الجليل محمد بن الحسن الحر العاملي في أحوال العلماء المتأخرين 1) عن شيخ الطائفة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي، وجعله على قسمين: الأول في خصوص علماء بلاده وسماه ب " أمل الآمل في علماء جبل عامل "، والثاني في علماء سائر البلاد وسماه " تذكرة المتأخرين " (2، لكن غلب اسم الأول على القسمين.
وكان قدس سره اقتصر في القسم الأول بما تيسر له معرفته من بعض الإجازات ونحوها حيث لم يسبقه أحد في تأليف ذلك، واقتصر في القسم الثاني على ما في " فهرست " الشيخ منتجب الدين ابن بابويه وما في " معالم العلماء " لابن شهرآشوب من ذلك، وزاد عليه بعض معاصريه وبعض من عثر على ذكره في الإجازات وفي " سلافة العصر " للسيد علي خان ونحو ذلك.
وأنا بحمد الله قد وفقت لما يكون ذيلا لكتابه وتكملة في بابه، وذكرت الكثير ممن لم يذكره أو أغفله ممن تقدم (عليه) أو عاصره، وقد ذكرت من تأخر عنه إلى هذا العصر. فجاء كتابا ضخما في ثلاث مجلدات: واحد في تكملة القسم الأول، ومجلدين كبيرين في تكملة القسم الثاني.
وربما ذكرت بعض من ذكره في الأصل، حيث لم يوف ترجمته وعثرت على ما لم يعثر عليه أو عثر عليه ولم يرجح ذكره للاختصار، فأذكر العبارات الشاردة والفوائد المتبددة في تراجم من ذكره في القسمين 3) المذكورين. فجاء كتابا تاما في بابه حسبما سهله الله تعالى. والله ولي التوفيق.
صفحہ 66
وتبعته في التقسيم والتبويب وذكر الأسماء، حيث أنه ذكر الأسماء المبتدأة بمحمد مثل " محمد باقر " و " محمد تقي " و " محمد علي " و " محمد حسين " وأمثالها في باب حرف الميم مع المحمدين، والمبدأ بعلي مثل " علي محمد " و " علي أكبر " في باب حرف العين مع العليين، وكذلك المبدأ بحسن ك " حسن علي " أو الحسين ك " حسين علي " في باب حرف الحاء، وهكذا.
وزدت عليه في آخر القسم الثاني باب ذكر النساء وباب من اسمه كنيته وخاتمة في البلاد التي كانت مراكز العلم للشيعة.
فأقول ومن الله التوفيق:
صفحہ 67
القسم الأول في علماء جبل عامل
صفحہ 69
باب الألف
(1) الشيخ إبراهيم بن جعفر العاملي رأيت بخطه تمليكه لبعض كتب
الأدب، وهو من المعاصرين للشيخ الأكبر كاشف الغطاء في النجف الأشرف.
(2) الشيخ إبراهيم ابن الشيخ حسن ابن الشيخ محمد علي عز الدين العاملي
الحناويني (1 من العلماء القائمين مقام جده الشيخ محمد علي عز الدين الآتي ذكره.
هاجر الشيخ إبراهيم إلى النجف الأشرف لتحصيل العلم وحظي منه بالحظ
صفحہ 71
الوافر ورجع إلى محله، وهو اليوم أحد علماء بلاده، ويدرس في مدرسة أبيه.
نفع الله به المؤمنين. وله مصنفات 1).
(3) الشيخ إبراهيم ابن الشيخ حسين ابن الشيخ عباس ابن الشيخ حسن ابن
الشيخ عباس ابن الشيخ محمد علي البلاغي العاملي وهو أول من سافر حاجا من البلاغيين وسكن الشام وسكنت ذريته قرية الكوثرية من قرى جبل عامل.
عالم فاضل فقيه متبحر، تخرج في الفقه على شيخ الطائفة في عصره الشيخ جعفر بن خضر صاحب كشف الغطاء، وكان صاحب الترجمة جاور في أوائل أمره بلد الكاظمين (2.
وهو من بيت قديم في العلم، بيت علم وشرف معروفون بالفقه والأصول والأدب قديما وحديثا.
(4) السيد شرف الدين إبراهيم ابن السيد زين العابدين ابن العلامة السيد
نور الدين العاملي الجبعي، جد أسرتنا فاضل جليل وعالم نبيل، تولد سنة الثلاثين والألف في جبع، وأمه كريمة
صفحہ 72
الشيخ العلامة الشيخ سليمان بن الحسين بن محمد بن أحمد بن سليمان العاملي النباطي.
قرأ على والده العلامة وعلى بعض أعمامه وعلماء عصره حتى كمل في العلوم الاسلامية، وتوفي والده وهو في سن ثلاث وأربعين، فقام مقام أبيه في المرجعية في الاحكام.
وحج في سنة ثمان وسبعين وألف ورجع مريضا، وكان قد ارتحل من جبع - وهي موطن أسرته ومسقط رأسه - إلى شهور في تلك السنة، وتوفي فيها سنة ثمانين وألف.
(5) الشيخ إبراهيم بن سليمان العاملي ذكره بعض الفضلاء في عداد من
استدركهم على الأصل من المتأخرين عن صاحب الأصل والقريبين لعصره (1.
(6) الشيخ إبراهيم صادق 2)، حفيد الشيخ إبراهيم يحيى العاملي عالم فاضل
محقق أديب شاعر مفلق، جاء من بلاده إلى النجف وأقام فيها مدة، وكانت النجف تزهو بأدبه وشعره، وكان له اختصاص ببيت الشيخ كاشف
صفحہ 73
الغطاء، وله فيهم الشعر الذي تتحير به العقول والألباب، وبعد سنين رجع بالأهل والعيال إلى بلاده وأصابته في الطريق مصائب.
ولما دخل البلاد عرفوا قدره، فعلا فيها ذكره وتقرب إلى البكوات 1) فأحلوه محله، خصوصا علي بيك أمير البلاد، وكان يكرمه غاية الاكرام ويعزه غاية الاعزاز، وله فيه الشعر الرائق.
كان الشيخ إبراهيم جالسا ذات يوم عند الأمير علي بيك، فشكى علي بيك البرغوث ليلة أمس، فقال له الشيخ إبراهيم على البديهة:
أتخشى لسع برغوث حقير * وفي أثوابك الغراء ليث فلم يدنو لك البرغوث الا * لأنك للورى بر وغوث فأجازه بمائة ليرة.
ومن شعره قوله:
تجنب رياض الغور من أرض بابل * فثم قدود يانعات وأحداق وإياك إياك الغوير وقربه * وقلبك فاحفظ ان طرفك سراق وبات ليلة في ذي الكفل 2)، فكان إذا غطى رأسه باللحاف أكلته البراغيث وإذا أخرج وجهه أكله البق، فأنشد:
وليلة باتت براغيثها * ترقص إذ غنى لها البق قد كدت من حزني وأفراحها 3) * انشق لولا الفجر ينشق وله مؤلفات جليلة نظما ونثرا لا يحضرني تفصيلها. وتوفي على الظاهر في
صفحہ 74
عشر الثمانين بعد المائتين وألف (1.
وله ولد فاضل العلماء الاجلاء، وسيأتي ذكره انشاء الله تعالى، وهو الشيخ عبد الحسين.
(7) الشيخ إبراهيم بن ضياء الدين بن شمس الدين حسن بن زين العابدين
العاملي، من ذرية الشهيد الأول وصفه أخوه الشيخ شرف الدين في اجازته للفاضل التبريزي ب " الزاهد العابد، ذو الرأي السديد والفعل الشفيق الحميد "، وأنه يروي عنه، وتاريخ الإجازة سنة (1178) ثمان وسبعين ومائة بعد الألف.
(8) الشيخ إبراهيم بن عبد العالي الميسي العاملي عالم فاضل جليل، من
تلامذة الشيخ علي سبط الشهيد الثاني ابن الشيخ محمد بن الشيخ حسن صاحب المعالم. عندي كتاب " الدر المنثور " بخط أخيه الآتي ذكره انشاء الله.
(9) الشيخ إبراهيم بن علي بن الحسن بن صالح بن إسماعيل العاملي الكفعمي
مولدا اللويزي محتدا الجبعي أبا الحارثي نسبا التقي لقبا الامامي مذهبا كذا
صفحہ 75
ذكر نفسه في كتاب الدروس الذي عندي بخط يده وهو العالم الكامل المعروف بالكفعمي.
قال في نفح الطيب: الكفعمي نسبة إلى " كفر عما " قرية من قرى أعمال صفد، كما تقول في النسبة إلى بنى عبد الدار " عبدري " والى حصن كيفا " حصكفي ". انتهى.
وعن خط الشيخ البهائي محمد بن الحسن بن عبد الصمد الحارثي العاملي:
ان الكف على لغة جبل عامل بمعنى القرية، وعيما اسم لقرية هناك، وأصلها كف عيما، والنسبة إليها كفعيماوي، فحذف ما حذف لشدة الامتزاج وكثرة الاستعمال فصار كفعمي. انتهى.
والتحقيق أن كفر بالسريانية بمعنى القرية، ومنه كفر ثوثي وكفر عاقب، وأكثر من تلكم بها أهل الشام لسبق السرياني في سوريا، فهي قرى تنسب إلى رجال ذلك العصر القديم 1). وأما كفر عما هل هي من قرى صفد أو من قرى عاملة فلا أتحققه ولم يبلغني في قرى البلاد كفر عما (2.
وقبر الكفعمي رحمه الله في قرية جبثيث من قرى جبل عامل، ظاهر يزار إلى الان. وحدثني بعض الأجلة الثقات أن قبره كان مخفيا وظفر (به) في المائة الحادية عشر، وله حكاية غريبة مشهورة. وأيضا قد روى هذه الحكاية سيدنا آية الله
صفحہ 76
العلامة السيد صدر الدين العاملي عن بعض الثقات من أهل البلاد 1).
وكان هذا الشيخ واسع الاطلاع، ذكره في الأصل 2) ولم يذكر طول باعه في الأدب وسرعة بداهته في الشعر والنثر.
قال في رياض العلماء عند ذكره: له يد طولى في أنواع العلوم، سيما العربية والأدب، جامع حافل كثير التتبع (في الكتب)، وكان عنده كتب كثيرة جدا، وأكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة المعتبرة. وسماعي أنه قدس سره ورد المشهد الغروي وأقام به وطالع في كتب الخزانة الغروية، ومن تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم، ومن تلك الكتب مؤلفاته وتصانيفه 3)، فان له " بديعية " و " شرحها " تدل على كماله في الأدب.
وله مصنفات غير ما ذكر في الامل: كتاب " المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى "، ورسالة في " محاسبة النفس "، وكتاب " نهاية الإرب في أمثال العرب " في مجلدين قيل لم ير مثله في معناه، وكتاب " قراضة النظير في التفسير " وهو تلخيص مجمع البيان، وكتاب " صفو الصفات في شرح دعاء السمات " وكتاب " فروق اللغة " وهو كتاب جليل في موضوعه يدل على تبحره في علم اللغة، وكتاب " المنتقى في العوذ والرقى "، وكتاب " الحديقة الناضرة "، وكتاب " نور حدفة البديع ونور حديقة الربيع " في شرح بعض قصائد العرب المشهورة، وكتاب " النخبة "، وكتاب " فرج الكرب وفرح القلب " في علم الأدب بأقسامه عشرين ألف بيت، و " الرسالة الواضحة في شرح سورة الفاتحة " وكتاب " العين المبصرة "، وكتاب " الكوكب الدري "، ورسالة في " تاريخ
صفحہ 77
وفيات العلماء "، وكتاب " ملحقات الدروع الواقية "، وكتاب " مجمع الغرائب " وكتاب " لمع البرق " ينقل عنه المولى محمد مؤمن في كتاب " مطلع السعدين " وكتاب " مشكاة الأنوار "، وله " مجموع الغرائب " وكتاب " اللفظ الوجيز في قراءة الكتاب العزيز ".
وله مجموعة كبيرة كثيرة الفوائد مشتملة على مؤلفات عديدة اتمام كتابة بعضها سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وتاريخ بعضها سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، وفيها عدة كتب من مؤلفاته أيضا، منها كتاب " اختصار الغريبين " للهروي، وكتاب " اختصار مقرب اللغة "، " اختصار كتاب غريب القرآن " لمحمد بن عزيز السجستاني، وكتاب " اختصار جوامع الجامع " للطبرسي، و " اختصار كتاب علي بن إبراهيم القمي "، و " اختصار زبدة البيان مختصر (مجمع) البيان للطبرسي " للشيخ زين الدين البياضي، و " اختصار علل الشرائع " و " اختصار المجازات النبوية " للسيد الرضي، و " اختصار كتاب الحدود والحقائق " في تفسير الألفاظ المتداولة في الشرع وتعريفها، وله كتاب " حياة الأرواح ومشكاة الصباح " وهو على ثمان وسبعين بابا في اللطائف والاخبار والآثار فرغ منه سنة أربع وخمسين وثمانمائة، وله كتاب " التلخيص " في المسائل العويصة من الفقه، وله " مختصر نزهة الألباء في طبقات الأدباء "، وله كتاب " اختصار لسان الحاضر والنديم " 1).
وله شعر كثير وقصائد طوال وأراجيز جيدة، منها قصيدة رأيتها في مدح أمير المؤمنين عليه السلام تبلغ مائة وتسعين بيتا أنشدها عند قبره الشريف لما زاره يذكر فيها يوم الغدير، ومنها أرجوزة في مائة وثلاثين بيتا في الأيام المستحب صومها، وختم بديعته بخطبة فيها تحريره في مدح سيد البرية تورياتها في السور
صفحہ 78
القرآنية، شفعها بقصيدة على سور القرآن في مدح سيد ولد عدنان، وأوردهما الفاضل المغربي احمد في نفح الطيب في صفحة تسعين وثلاثمائة من الجزء الرابع، وذكر له بعد ذلك نظما في أسماء الكتب، وهو قوله:
يا طريق النجاة بحر فلاح * أنت دفع الهموم والأحزان أنت أس التوحيد عدة داع * ثم روح الاحياء فلك المعاني نهج حق ونثر در نبيه * ورياض الآداب ذكرى البيان فائق رائع مسرة راض * منتهى السؤل جامع للأماني نزهة عدة ظرائف لطف * روضة منهج جنان الجنان فصحاح الألفاظ فيه تلقى * وشذور العقود والمرجان وهو قوت القلوب نهج جنان * وكنوز النجاح والبرهان فناسب بين أسماء الكتب وقصده غير ذلك.
ومنها رسالته إلى قاضي القضاة ابن القرقوري يخرج منها قصيدة:
" يقبل الأرض وينهي (سلام) عبد لكم (محب) وعلى الألفة منكب (لو بدا) للناظرين (عشر) معشار (شوقه) وغرامه (لطبق) ذلك (ما بين آفاق) السماوات السبع (والأرض) لشدة هيامه (تراه) حقا (لكم) حانيا (بالأمن) والسرور (والسعد) والحبور (داعيا) لا جرم (وهذا) الثناء المتوالي و (الدعاء) للمقام العالي (لا شك من لازم الفرض) ملكك الله تعالى أزمة البسط والقبض، (وأنجاك) ربي من المصاعب (في) دينك و (دنياك) وأنقذك (من) شر (كل) صغير (شدة) وكبيرها (وأرضاك)، وجعلك أمينا (في) الأرض إلى (يوم القيامة) والنشور (والعرض كما أنت) أمن (لي) من المخاوف و (عون) في كل شدة (وغوث) ملجأ (وعدة)، وأنجحت آمالي (ووفرت) باخدامك (لي مالي)، وأحسنت قرضي (ووفرت) باجلالك (لي عرضي. وينهي)
صفحہ 79
المملوك (إلى ) سيده (قاضي القضاة) وكافي الكفاة (بأن) المتولي الأمين (ذا) الفخر المبين (علي بن) المرحوم (فخر الدين) قوله (في أمركم) العالي (مرضي) وفعله مقتضى (ومدحكم) عليه (فرض) واجب (يراه) أبدا (لسانه) ويذكر المناقب (وحبكم) له واختياركم (إياه) دال بأنه أمير حكيم (شاهده) حقا (يقضي) بجعله على خزائن الأرض انه حفيظ عليم، (حديث) مدح (سواكم) ليس من مدائحه و (لا يمر) أبدا (بقلبه) وجوارحه، (وان مر) في خاطره (لا يحلو) قاطعا (وحكمكم) عليه شرعا ومرسومكم (يمضي) وأمركم يقضي (يتيه) سرورا (به) رؤساء الشام و (من في القبيبات) من الأنام (عزة) وعلوا (لخدمته) الشريف (إياك) ولأنه (يا قاضي) قضاة الدين و (الأرض) لا يريد سواك، (فان يك) الخادم المذكور (في) بعض (أفعاله) غافلا (أو) في (مقاله) غير كامل و (عصاكم) في بعض الامر (فعين العفو) والستر (عن ذنبه) لا جرم (تغضي) وهو بتوبته إليه يفضي. (وسلام) الله (عليكم) ورحمته لديكم (كلما) نطق (ناطق) أو (ذر) في المشارق (شارق) وما دارت الأفلاك (وسبحت) بلغاتها (الأملاك في) فسيح (الطول) ورحب (العرض) دوما ما بين السماء والأرض ".
وهذه أبيات القصيدة المتولدة من هذه الرسالة التي كتبتها بالحمرة:
سلام محب لو بدا عشر شوقه * لطبق ما بين السماوات والأرض تراه لكم بالأمن والسعد داعيا * وهذا الدعا لا شك من لازم الفرض وأنجاك في دنياك من كل شدة * وأرضاك في يوم القيامة والعرض كما أنت لي عون وغوث وعدة * ووفرت لي مالي ووفرت لي عرضي وينهي إلى قاضي القضاة بأن ذا * علي بن فخر الدين في أمركم مرضي ومدحكم فرض يراه لسانه * وحبك إياه شاهده يقضي
صفحہ 80
حديث سواكم لا يمر بقلبه * وان مر لا يحلو وحكمكم يمضي يتيه به من في القبيبات عزة * لخدمته إياك يا قاضي الأرض فان يك في أفعاله أو مقاله * عصاكم فيعين العين العفو عن ذنبه تغضي سلام عليكم كلما ذر شارق * وسبحت الأملاك في الطول والعرض ومن الأسف أني لم أعثر إلى اليوم على تاريخ تولد هذا الفاضل ولا على تاريخ وفاته، غير أنه فرغ من تأليف كتابه المعروف بالمصباح خمس وتسعين وثمانمائة، وفرغ من نسخ كتاب الدروس للشهيد وهو عندي بخطه وعليه قراءته وبعض حواشيه خمسين وثمانمائة، ولا أظنه ينقص عن الثلاثين عند فراغه من الدروس، فيكون يوم فراغه من المصباح في حدود الخمس وسبعين (1. وكيف كان فهو من علماء القرن التاسع، ووفاته اما في آخر هذا القرن أو أوائل القرن العاشر كما قال في كشف الظنون عند ذكر كتاب " نور حدقة البديع ونور حديقة الربيع " أنه توفي سنة 905 خمس وتسعمائة. والله أعلم.
وكان معاصرا للشيخ زين الدين البياضي صاحب " الصراط المستقيم ".
بل في الرياض كان من تلامذته ويروي عنه وعن والده وعن جماعة عديدة.
رضي الله عنه وعنهم.
وقال في الرياض في الثناء على الكفعمي: العالم الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي، من أجلاء علماء الأصحاب، كان عصره متصلا بزمن خروج الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل الماضي الصفوي، ويروي الكفعمي " ره " عن جماعة عديدة منهم والده، وله عفى الله عنه يد طولى في أنواع العلوم. إلى آخر ما مر من كلامه 2).
صفحہ 81
(10) الشيخ إبراهيم بن علي بن موسى العاملي رأيت بخطه كتاب صلاة الوسائل،
فرغ من كتابه لنفسه في آخر شهر شوال من سنة 1080 (وهو) (1 من تلامذة الشيخ الحر ومعاصريه، وقد نسخ ذلك في حياة الشيخ الحر المؤلف، وعلى النسخة خط المؤلف وتصحيحه. بالجملة يظهر أنه من العلماء.
(11) الشيخ ظهير الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ نور الدين أبى القاسم
علي ابن تاج الدين عبد العالي الميسي العاملي فقيه عالم جليل، من علماء دولة السلطان شاه طهماسب الصفوي. ذكره المولى عبد الله في الرياض والعلامة المجلسي " ره " في إجازات البحار.
قال في رياض العلماء: وهو ولد الشيخ علي الميسي المشهور الذي أجازه الشيخ علي الكركي وأجاز هو الشهيد الثاني. ويروي الميرزا محمد الاسترآبادي صاحب الرجال الكبير عن الشيخ إبراهيم هذا عن والده الشيخ علي المذكور على ما يظهر من آخر رجاله الكبير ومن إجازاته للمولى محمد أمين الاسترآبادي.
ثم اعلم أن المولى (عبد الله بن المولى) 2) محمود التستري ثم الخراساني المقتول المشهور بالشهيد الثالث أيضا يروي عن الشيخ إبراهيم هذا، وكذلك
صفحہ 82
المولى احمد الأردبيلي أيضا على ما يظهر من إجازة الشيخ محمد تقي الغروي للشيخ محمد بن خليفة الجزائري.
واعلم أن الشيخ علي الكركي قد أجاز هذا الشيخ إبراهيم ووالده حين استجازه لنفسه ولولده على الخصوص بإجازة ذكرناها في ترجمة والده، وكان من جملتها ما لفظه " إجازة عامة لنجله الأسعد الفاضل الأوحد ظهير الدين أبى إسحاق إبراهيم أبقاه الله تعالى في ظل والده الجليل دهرا طويلا " 1).
وهذا الشيخ من مشاهير علماء جبل عامل مذكور في الأصل ومذكور في سند إجازاته كما يظهر من آخر وسائله (2، فإنه يروي عنه بثلاث وسائط. وقد وفقنا الله تعالى لذكره أيضا.
ولم أعثر على تواريخه، والأسف أن ضبط التواريخ وكتاب الطبقات لم يكن مألوفا عند علمائنا رضي الله عنهم لاشتغالهم بالأهم من أمور الدين، بخلاف المرتزقين في كتابه ذلك.
(12) السيد إبراهيم ابن السيد عيسى ابن السيد محمد علي ابن السيد صالح
ابن السيد محمد ابن السيد إبراهيم شرف الدين ابن السيد زين العابدين بن نور الدين الموسوي العاملي، ابن عمي الصميم
صفحہ 83
كان عالما فضال ذكيا عالي الفهم جدا، عدل عن علم الأديان إلى علم الأبدان وصار من أعلام علمائه، وله فيه العلاجات المستحبة.
كان تولده بطهران، ثم أخذته أمه إلى تبريز مدة، ثم رجعت به إلى العراق، ثم رجع إلى طهران، ثم جاء إلى العراق وبقي مدة سنين، ثم رجع إلى إيران، وبعدها سكن قم، ثم ارتحل وسكن أبهر من بلاد خمسة ومات بها سنة 1313.
وله تصانيف في فنون شتى، وأعقب ولدين السيد إسماعيل والسيد عباس، مات السيد إسماعيل في المسيب على جانب الفرات في القرنتينة 1) حيث كان جاء للزيارة وكانت أيام مرض في كربلا شديد فوضعت الحكومة القرنتينة وحبس فيها الزوار هنا فتوفي، وكانت وفاته سنة 1321.
(13) الشيخ إبراهيم بن محمد (بن) (2 علي بن محمد الحرفوشي العاملي
الكركي، نزيل المشهد المقدس الرضوي، المتوفى سنة 1080 ذكره في الأصل 3)، وهو صاحب رواية حديث قاضي الجن بطرقه التي أخرجها في بعض مجاميعه، قال: حدثني المولى الفاضل الجليل مولانا تاج الدين حسن الأصفهاني، قال حدثنا المولى المحقق خواجة جمال الدين محمود البغدادي (4
صفحہ 84
السلماني، قال حدثنا المولى العلامة جلال الدين بن أسعد الدواني 1) الشيرازي.
وأخبرني السيد الفقيه الصدر السعيد الشاه أبو الولي ابن السيد المحقق الشاه محمود الحسني الشيرازي، قال أخبرني المولى المحقق مولانا خواجة جمال الدين محمود، قال أخبرني العلامة الدواني. وأخبرني أيضا المولى المحقق المدقق الشيخ منصور المشتهر براست كو (2 شارح تهذيب الوصول إلى علم الأصول، عن واحد، عن العلامة الدواني، قال أخبرني مشافهة السيد الإمام حقيقة الأئمة الاعلام السيد صفي الدين بن عبد الرحمن الحسيني الإيجي حديث (قاضي) (3 الجن عن رسول الله صلى الله عليه وآله: " من تزيى بغير زيه فقتل فلا قود ولا دية ". وصلى الله على سيدنا محمد وآله. انتهى (4.
والغرض أن صاحب الترجمة ممن كان وصل إلى خدمة هؤلاء العلماء الاجلاء، وأنه في طبقة الفاضل الهندي صاحب كشف اللثام، لأنه يروي عن الشيخ تاج الدين الأصفهاني والد الفاضل المذكور.
(14) الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي وجدت بخط بعض البغداديين ما صورته:
للشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي الشيعي المتوفى سنة عشرين ومائتين وألف من الهجرة منظومة في علم الكلام، وكان بغدادي المسكن.
صفحہ 85
أقول: كان قد فر من بلاده من ظلم الجزار وأقام بدمشق، ولما غلب احمد الجزار على دمشق تركها الشيخ وهاجر إلى العراق، كان سكن بغداد. والرجل من أجلاء العلماء والمتكلمين والأدباء المشاهير والشعراء المجيدين (1.
ومن منظومته في الكلام قوله " ره ":
ولا تقل كلامه قديم * فإنه شرك به عظيم لأنه مركب من أحرف * حادثة حروفها غير خفي وكل ما يذكره الجمهور * من الكلام فرية وزور ومنها قوله:
وما نسبناه من الصفات * له تعالى فهو عين الذات ومنها قوله:
فان هذا يقتضي علانيه * بأن تكون الشركا ثمانية ومنها قوله:
وهي على التحقيق شئ واحد * والعقل والنقل بذاك شاهد ومنها قوله:
ومقتضى الحكمة كل حين * وجود شخص كافل للدين وكل ما يلزم في النبي * من صفة يلزم في الوصي فحاله كحاله وانفردا * بالوحي من كان النبي المرشدا
صفحہ 86