التكملة والاتمام لكتاب التعريف والاعلام فيما أبهم من القرآن

ابن العسكر d. 636 AH
104

التكملة والاتمام لكتاب التعريف والاعلام فيما أبهم من القرآن

التكملة والاتمام لكتاب التعريف والاعلام فيما أبهم من القرآن

اصناف

وقيل : إن الحزبين معا هما أصحاب الكهف لاختلافهم بينهم فقال بعضهم : لبثنا يوما أو بعض يوم، وقال الآخرون: ربكم أعلم بما لبثتم، والله أعلم .

وفي قوله تعالى : {(أحصى لما لبثوا أمدا) مسألة نحوية وهي : أن النحويين اختلفوا فى أحصى هل هو ماض ؟ أو اسم على بناء أفعل ؟ وفي أمدا هل هو مفعول بأحصى ؟ أو تمييز ؟ فمنهم من قال : أحصى فعل ماض وأمدا مفعول به ، وقيل : إن أمدا مفعول يلبثوا، فيكون أحصى متعلقا بلما .

كأنه قال: أحصى للبثهم أمدا، وقيل: إن أحصى خبر لأي الحزبين وهو اسم، وأمدا تمييز، والصحيح أن أحصى فعل ماض وأمدا مفعول به ، فأما من قال : إن أمدا مفعول يلبثوا وأحصى متعلق بلما فضعيف؛ لأن أحصى فعل يتعدى بغير حرف جر، كقوله تعالى: (وأحصى كل شيئ عددا)(1) وأحصاه الله ونسوه، وفي هذا القول يتعدى بالسلام وهو قبيح، وأما من قال : إن أحصى اسم وأمدا تمييز فلا يصح من وجهيين : أحدهما: أن أحصى فعل رباعي ولا يكون أفعل التفضيل إلا من فعل ثلاثى إلا في أحرف شذت لا يقاس عليها .

والثانى: وهو الأقوى أن التمييز هو الفاعل في المعنى، كقولك: هو أكثرهم مالا، فالمال، هو الكثير، وأحسنهم وجهأ فالوجه هو الحسن ، وهنا ك يس الأمد هو الفاعل المحصي فلم يصح ذلك، والله أعلم .

وقد ظهر لي في هذه الآية وجوه ذكرتها في الكتاب الذي جمعته على تفسير الآيات التي استشهد بها سيبويه في كتابه، والله أعلم .

الآية الثالثة

قوله تعالى: {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد}(2)

قيل: إن اسم كلبهم حمران وكان أصفرا، وقد حكى المهدوي ان كلبهم عبارة عن رجل طباخ كان معهم ، وهذا بعيد وهو عدول عن ظاهر اللفظ بغير دليل، والله أعلم .

صفحہ 120