140

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

تحقیق کنندہ

محمود عبد الرحمن قدح

ناشر

مكتبة العبيكان،الرياض

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

ينسبونه إلى بنوّة الزنى كا يشهد به الإنجيل١، "إذ يقولون له في محاوراتهم: أما نن فلسنا من أولاد الزنى"٢. فإذا أثبتنا معجزاته وآياته بالطرق التي ثبتت بها معجزات موسى وغيره من الأنبياء لم يبق إلى القدح في نبوّته سبيل، وكان ما يعترضون به على المسيح منعكسًا عليهم في معجزات أنبيائهم٣، وكلّ سؤال انعكس على سائله فهو باطل من أصله. ١ يوحنا ٨/٤١. ٢ ورد في كتاب التلمود - وهو كتاب فقه اليهود المقدس لديهم، إذ يعتبرونه التوراة الشفوية من الله لموسى ﵇ ولكنه في حقيقته ليس إلاّ تفسيرات واستنباطات حاخاماتهم لنصوص التوراة؛ فقد ورد فيه: "أن يسوع الناصري موجود في لجات الجحيم يبن الزفت والنار، وأن أمه مريم أتت به من العسكري باندارا بمباشرة الزنى، وأن الكنائس النصرانية بمقام قاذورات، وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها". وجاء في التلمود وصف المسيح بأنه كان ساحرًا وثنيًا ومجنونًا ومرتدًا كافرًا وشريرًا. وبأنه صنم عبده أتباعه بعد صلبه. وبأن تعاليمه كذب وهرطقة ومستحيلة الإدراك. (الكنْز المرصود في قواعد التلمود - د. روهلنج - ترجمة د. يوسف نصر الله ص ٢٧، ١٠٥، فضح التلمود - للأب براناتيس ص ٥٥-٧٦) . ٣ لما لم يؤمن اليهود بالمسيح ﵇ وكفروا بدعوته؟ لقد ذكر الباحثون لذلك عدة أساب نجمل أهمها كالآتي:

١- أن اليهود كانوا ينظرون ظهور نبيّ يكون ملكًا عليهم ويخلصهم من أعدائهم بالسلاح، ولكنمهم فوجئوا بنبيٍّ يدعو إلى الصبر الإيمان بالله ولم تتحقق فيه الشروط التي وردت عند الأنبياء السابقين - حسب زعمهم - حول المسيح المنتظر وزمانه كنُزول إيليا مرهصًا له، ومجيء الخير والقضاء على الشرّ، فلذلك انفضوا من حوله وأظهروا له العدواة. ٢- إن علماء الدين عند اليهود رأوا في المسيح رجلًا جاهلًا يتطاول عليهم، وعند طائفة منهم كانوا يعتبرونه أكثر الفوضويّين خطورة وأضرهم بمصالحهم الدنيوية، فكان أعداؤه ينشرون أن الأعمال الخارقة التي يعملها المسيح مرجعها الشيطان. ٣- لأن المسيح ﵇ قد خالف بعض تشريعات اليهود التي توجب مخالفتها الرّدّة والكفر-حسب زعمهم-وذلك كقدسية يوم السبت وتحريم العمل فيه. (ر: سفر الخروج (٢٠)، وسفر العدد (١٥) . وكالأكل بدون غسل الأيدي. (ر: مرقس (٢)، و(٧)، وكالدعاء على أورشليم بالخراب، (لوقا (٢١) . (ر: المسيحية نشأتها وتطورها ص ٤٤، ٤٥، شارل جنيبر، الفكر الديني اليهودي ص ١١٠-١٢، د. حسن ظاظا، اليهودية ص٤١،٤٢، د. شلبي، محاضرات في النصرانية ص ٣٢، أبو زهرة، اليهودية والمسيحية ص ٢٥٠-٢٥٤، د. محمّد الأعظمي) .

1 / 164