111

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

تحقیق کنندہ

محمود عبد الرحمن قدح

ناشر

مكتبة العبيكان،الرياض

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

عليه السجود الذي هو نهاية الاتضاع، ألا تنظر النصارى إلى قول المسيح: "ولله وحده أعبد"، فإنه أثبت لربه الوحدة والانفراد، ونفى عن خالقه سائر الأنداد، من الشريك والصحابة والأولاد. فالمسيح يقول: "لا ينبغي السجود إلاّ لله الواحد"، والنصارى تقول: لا يسجد إلاّ لثلاثة آلهة. لقد تباعد ما بينهم وبين المسيح. ٥- دليل آخر على عبودية المسيح ﵇ قال متى: "سمع مهيرودس ملك اليهود خبر يسوع فقال لغلمانه: أترى يوحنا قد قام من بين الأموات وهذه القوى تعمد معه. وكان هيرودس هذا قد قتل يوحنا المعمداني في السجن وأعطى رأسه لابنة هيروديا١، وكانت قد تمنت عليه ذلك يوم رقصت فيه مجلس مولود ولد له، فجاء التلاميذ وأخبرا يوسع بمصاب يوحنا، فجزع يسوع وخرج من وقته من الموضوع الذي كان به منفردًا"٢. قلت: اشتبه أمر المسيح على الناس، والرّبّ لا يقع التشابه بينه وبين خلقه، وإنما شبهه الناس بيوحنا لاشتراكهما في أعلام النبوة، وأخبر التلاميذ المسيح بالقصة قبل أن يعلم بها، والربّ تعالى / (١/١٨/أ) يجب أن يكون عالمًا بجميع المعلومات محيط بما تحت تخوم الأرضين إلى أعلى السماوات، ﴿أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ﴾ . [سورة الملك، الآية: ١٤] . وخرج المسيح عقب هذه الأخبار مؤثرًا للإستار معملًا مطايا الحذار من الأشرار، ومن دأب البشر عند توقع الضرر الأخذ بالحذر.

١ يقال إن اسمها: سالومة ابنة هيروديا والتي رقصت في حفلة عيد ميلاد هيرودس وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق. انظر: قاموس ص ٤٤٧. ٢ متى ١٤/١-١٣.

1 / 132