تجرید
شرح التجريد في فقه الزيدية
اصناف
مسألة [ في استقبال القبلة واستدبارها في قضاء الحاجة ] ولا يجلس مستقبل القبلة ولا مستدبرها. قال القاسم عليه السلام: وهو في الفضاء أشد.
وهذه الجملة قد نص عليها القاسم عليه السلام في (مسائل النيروسي). ونص عليها الهادي عليه السلام في كتاب (الأحكام) و(المنتخب) (1) جميعا.
فأما القاسم عليه السلام، فقد صرح بأن النهي عن ذلك على سبيل الكراهة دون التحريم، وإليه أشار الهادي عليه السلام في (الأحكام)، فأما في (المنتخب) فإنه أومأ إلى التحريم. ووجه تحريمه:
ما أخبرنا به أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا أبو جعفر الطحاوي، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، أنه سمع أبا أيوب الأنصاري، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا تستقبلوا القبلة لغائط ولا لبول، ولكن شرقوا أو غربوا )). فقدمنا الشام، فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو القبلة ، فننحرف عنها ونستغفر الله(2).
وروى أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قالوا لسلمان: قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة! قال: أجل، قد نهانا أن نستقبل القبلة بالغائط أوالبول.
ووجه كون النهي الوارد في هذا الباب على الكراهة:
ما أخبرنا به أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن أبي دواد، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: حدثني محمد بن عجلان، عن محمد بن يحيى، عن واسع بن حبان، عن ابن عمر، أنه قال: يتحدث الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بحديث وقد اطلعت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ظهر بيته(3) وهو يقضي حاجته محجوزا عليه بلبن فرأيته مستقبل القبلة.
صفحہ 64