101

مسألة [ في بيان الوجه والكعبين] قال: (( والوجه من مقاص الشعر إلى الأذنين إلى اللحيين إلى الذقن ))، (( والكعبان هما العظمان الناتئات عند مفصل الساق من القدم )).

وقد نص يحيى عليه السلام على تحديد الوجه بما ذكرناه في (الأحكام) من(1) باب التيمم، وقد نص على تحديد الكعبين في (المنتخب) (2).

ولا خلاف فيه إلا ما يحكى عن مالك أنه كان يقول إن البياض الذي بين اللحية والأذن ليس من الوجه بعد نبات اللحية، وهو أيضا ليس ينكر أنه قبل نبات اللحية من الوجه، فيجب أن لا يتغير حكمه بعد نبات اللحية.

والإمامية تذهب إلى أن الكعبين هما العظمان الناتئان على ظهر القدم، وهذا القول أظهر فسادا من أن يحتاج إلى الكلام؛ لأن الناس كما يعرفون سائر الأعضاء يعرفون هذا العضو، وقد ذكر أبو عبيد في كتابه المسمى (غريب المصنف) ذلك، وخطأ من قال: إن الكعب هو: العظم الناتئ على ظهر القدم.

وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( تحشر أمتي غراء من أثر السجود، محجلين من أثر الوضوء )).

والتحجيل لا يكون إلا عند مفصل الساق، فبان أن الوضوء إليه، وقوله تعالى: {وأرجلكم إلى الكعبين}، يدل على ذلك؛ لأن المراد به كل رجل إلى الكعبين؛ لانه لا يجوز أن يكون المراد به الأرجل إلى الكعبين؛ لان الأرجل يكون لها أكثر من الكعبين بالإتفاق، فلم يبق إلا أن يكون المراد ما قلناه، فثبت أن في كل رجل كعبين، وفي ثبوت ذلك صحة ما ذهبنا إليه؛ لأن من قال: إن الكعب هو العظم الناتئ على ظهر القدم يقول في كل رجل كعب واحد.

مسألة [ في التسمية ]

والتسمية فرض على الذاكر تخريجا.

صفحہ 101