423

============================================================

42 الاول من تجريد الافانى 416 لأصحابه : أنطلقوا أنم وأنا أذهب مع ضيفى . قالوا : بل تجىء معنا أنت وضيفك .

فذهبوا جميعا إلى بيت القينة . فلما أتوا بالغداء ، قال لهم سعيد : إنى رجل أسود.

ولعل فيكم من يقذرنى، فأنا أجلس وآكل ناحية ، وقام . فأستحيوا منه وبعثوا اليه بما يأكل . فلما صاروا إلى الشراب قال لهم مثل ذلك فى أمر الشراب . ففعلوا به كذلك . وأخرجوا جاريتين فجلستا على سرير قد وضع لهما . فغنتا إلى العشاء، ثم دخلتا . وخرجت جارية حسنة الوجه والهيئة، وهى معهما، فجلستا أسفل السرير عن يمينه وشمالة ، وجلست هى على السرير . قال ابن مسجح : فتمثلت هذا البيت : فقلت أشمس أم مصاييح بيعة بدت لك خلف الشجف أم أنت حالم فغضبت الجارية وقالت : أيضرب مثل هذا الأسود بى الأمثال ! فنظروا الى نظرا منكرا . ولم يزالوا يسكئونها . ثم غنت صوتا . فقال أبن يسجع : أحسنت والله ! فغضب مولاها وقال : أمثل هذا الأسود يقدم على جاريتى وقال لى الرجل الذى أنزلنى عنده : قم فأنصرف إلى منزلى، فقد ثقلت على القوم . فذهبت أقوم ، فتذهم القوم وقالوا : بل أقم وأخسن أدبك . فأقمت، وغنت . فقلت : أخطأت والله يا زانية وأسأت ! ثم أندفعت فغنيت الصوت.

فوثبت الجارية وقالت لمولاها : هذا أبوعمان سعيد بن مسجح ! فقلت : إى والله أنا هو ، ووالله لا أقيم عندكم . فوثب القرشيون، فقال هذا : يكون عندى، وقال هذا : يكون عندى، وقال هذا : بل عندى . فقلت : والله لا أقيم إلا عند سيدكم - يعنى الرجل الذى أنزله منهم - وسألوه عما أقدمه ، فأخبرهم . فقال له صاحبه : إنى أسمر الليلة مع أمير المومنين ، فهل تحسن أن تحدو؟ قلت : لا والله ، ولكنى أستعمل (1) حداء . قال له : فإن منزلى بحذاء منزل أمير المؤمنين ، فإذا (1) فى الأصل : "أسنع ".

صفحہ 423