تجربہ انثویہ
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
اصناف
وفي تعليل هذا التطور المأساوي تقول الكاتبة إن أغلب الرجال في المجتمع الإفريقي الحديث مروا بثلاث فترات زمنية. في العصور القديمة، قبل الغزو الاستعماري، كان الرجل يعيش حسب التقاليد والتابوهات التي حددها أسلاف القبيلة. وقد ارتكب هؤلاء الأسلاف أخطاء فادحة، أكثرها مرارة أنهم أعطوا للرجل مركز المتسيد في القبيلة، بينما اعتبروا المرأة، شكلا ناقصا من أشكال الحياة الإنسانية.
ثم جاء العصر الاستعماري، وصحبته ظاهرة النزوح للعمل في مناجم جنوب إفريقيا، فتحطمت سيطرة الأسلاف، وتحطم الشكل القديم التقليدي للحياة العائلية، إذ اضطر الرجل للافتراق عن زوجته وأطفاله فترات طويلة، يعمل خلالها من أجل الفتات كي يجمع من النقود ما يكفي لسداد ضريبة الرأس الاستعمارية البريطانية.
وبدا الاستقلال مجرد بلوى جديدة فوق البلاوي التي نزلت بحياة الرجل الإفريقي. فقد غير نسق التبعية الاستعمارية تغيرا مفاجئا ودراميا. سنحت فرص أكثر للعمل في ظل برنامج المحليات الذي تبنته الحكومة الجديدة، وارتفعت الرواتب ارتفاعا صاروخيا، فتهيأت الفرصة الأولى لحياة أسرية من نوع جديد، أرقى من نظام العادات الطفولي، ومن مهانة الاستعمار، ووصل الرجل إلى نقطة التحول هذه «حطاما هشا، دون أي طاقات داخلية. وكأنما استبشع صورته، فحاول أن يهرب من فراغه الداخلي، ولهذا أخذ يدور مبتعدا عن نفسه، فسقط في دوامة من التبديد والتدمير، أقرب إلى رقصة الموت.» •••
توفر لدي بذلك عدد من النصوص، يكفي لتشكيل الكتاب الذي اكتملت صورته في ذهني. وقررت أن أستهله بنص فرانسواز ماليه، الذي يحقق نوعا من التسلسل الزمني لمحتويات الكتاب، يواكب التدرج في العالم النفسي الذي تصوره.
إلا إني عندما أمعنت النظر في هذه النصوص، راعني أنها ترسم صورة قاتمة لحياة المرأة الجنسية، تخلو من بهجة النشوة أو التحقق الذي نقابله أحيانا على الأقل في الحياة! وأمدتني كاتبة سوداء أخرى، من أمريكا هذه المرة، هي توني موريسون
Toni Morisson ، التي تمارس التدريس الجامعي، وتعتبر من أهم روائيي الولايات المتحدة اليوم، كما وصفت بأنها: «د. ه. لورنس النفس السوداء»، أمدتني هذه الكاتبة بنص جميل تصف فيه لحظة التحقق الجنسي لدى المرأة، بكلمات أقرب إلى الشعر، ورد في روايتها «سولا»
Sula (1973م)، التي تتتبع حياة مطلقتين زنجيتين، نشأتا في بلدة صغيرة، واختارت إحداهما، «نيل»، أن تبقى في مكان مولدها وتتزوج وتنجب وتصبح من أعمدة المجتمع الأسود المتماسك. أما الأخرى، «سولا»، فتهرب إلى الجامعة، وتنغمس في حياة المدينة، ثم تعود إلى بلدتها، ساخرة متمردة. •••
لم يبق إذن سوى العثور على نص ملائم لخاتمة الكتاب. ووجدته في مقاطع من رواية حديثة، صدرت عام 1982م، للكاتبة الأمريكية مارلين فرنش
Marlyn French
التي ذاع صيتها في السبعينيات عندما نشرت رواية «حجرة النساء»
نامعلوم صفحہ