بورسيا :
جمال الرحمة أن تكون خيارا لا اضطرارا. فهي كماء السماء ينهمل بالخير ويهطل باليمن، عفوا ممن وهب، وبركة لمن كسب، فإذا كانت الرحمة عفوا صادرا عن مقدرة فهنالك بهاء قدرتها وازدهاء جلالها. أما تراها إذا تحلى بها الملك القائم كانت لهامته أزين من التاج، وفي يده أقوى من صولجان الأمر والنهي، وكان عرشها المنصوص في قلبه أعظم تمكينا له من عرشه الذي يستوي عليه، لأنها من صفات الله عز وجل، ولا يكون السلطان الدنيوي أقرب شبها إلى السلطان العلوي منه إذ يلطف العدل بالرحمة. فيا أيها اليهودي مهما يكن من استنادك في دعواك إلى العدل فلا تنس أن الله لو عامل كلا منا بمحض العدل لما بات إنسان على أدنى رجاء بالمغفرة والنجاة. لهذا نستغفر الله كل يوم في أدعيتنا. وكما نستميحه العفو يجب علينا أن نكون من العافين عن الناس.
وإذا كنت قد آثرت موضوعا جليلا للاستشهاد به هنا فلا يؤخذن من ذلك أن كل لفظة جعلها شكسبير، حتى في نطق أحقر أشخاصه وأقلهم شأنا، ليست هي اللفظة التي تتعين دون سواها لأداء غرضه مقوى بها كما هي طريقته في الأداء التمثيلي مائة ضعف، على اعتبار أنه إنما يخاطب بها العالمين لا فئة من الناس دون الأخرى.
أشخاص الرواية
دوق البندقية.
الأمير المراكشي.
أمير أراغون.
أنطونيو:
تاجر البندقية.
باسانيو:
نامعلوم صفحہ