کتاب التاج فی اخلاق الملوک

الجاحظ d. 255 AH
62

کتاب التاج فی اخلاق الملوک

كتاب التاج في اخلاق الملوك

تحقیق کنندہ

أحمد زكي باشا

ناشر

المطبعة الأميرية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

پبلشر کا مقام

القاهرة

ومن حق الملك أن لايرفع أحد صوته بحضرته، لأن من تعظيم الملك وتبجيله، خفض الأصوات بحضرته، إذ كان ذلك أكثر في بهائه وعزه وسلطانه. وبهذا أدب الله أصحاب رسوله، ﷺ، فقال عز من قائل: " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعضٍ أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ". فأخبر أن من رفع صوته فوق صوت النبي فقد آذاه، ومن آذاه فقد آذى الله، ومن آذى الله فقد حبط عمله. وكان قوم من سفهاء بني تميم أتوا النبي، ﷺ، فقالوا: يا محمد! أخرج إلينا نكلمك. فغم ذلك رسول الله، ﷺ، وساءه ما ظهر من سوء أدبهم، فأنزل الله ﷿: " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ". ثم أثنى على من غض صوته بحضرة رسوله، فقال جل اسمه: " إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ". فمن تعظيم الملك وتبجيله خفض الأصوات بحضرته، وإذا قام عن مجلسه، حتى لا يدخل الملك وهن ولا خلل ولا تقصير، في صغير أمرٍ ولا جليله. في غياب الملك وكانت ملوك الأعاجم تقول: إن حرمة مجلس الملك، إذا غاب، كحرمته إذا حضر.

1 / 67