تحويلة مانهاتن

جورج أورويل d. 1450 AH
147

تحويلة مانهاتن

تحويلة مانهاتن

اصناف

قاطعت الحديث نيفادا وهي تتقدم نحوهما بخطوات قصيرة راقصة مرتدية فستانا حريريا ورديا بلون طائر الفلامنجو، وقالت: «حسنا، ألم تتجادلا بما يكفي بعد أيها الفتيان؟»

قال جاس بصوت هادر: «لقد انتهينا. أخبرينا يا آنسة نيفادا كيف حصلت على هذا الاسم؟» «ولدت في رينو ... ذهبت والدتي إلى هناك للحصول على الطلاق ... يا ربي لقد كانت غاضبة ... بالطبع جلبت لنفسي المتاعب في ذلك الوقت.» •••

تقف آنا كوهين خلف المنضدة تحت لافتة «أفضل شطائر في نيويورك». قدماها تؤلمانها في حذائها المدبب ذي الكعب المنحول الحواف.

قال الساقي بجوارها: «حسنا، أظنهم سيبدءون قريبا وإلا فسد اليوم.» إنه رجل ذو وجه حاد القسمات وتفاحة آدم بارزة. «دائما ما يحدث الأمر على عجالة.» «أجل، يبدو أنهم جميعا يفكرون في أمر واحد في الوقت نفسه.» وقفا يتبادلان النظرات عبر جدار الغرفة الزجاجي حيث الصفوف اللانهائية من البشر المتدافعين دخولا وخروجا من المترو. انسلت دفعة واحدة خارجة من عند المنضدة وراجعة إلى المطبخ الصغير المكتوم حيث تجهز امرأة مسنة وبدينة الموقد. توجد مرآة معلقة على مسمار في الركن. أخرجت آنا علبة بودرة من جيب معطفها الموضوع على الرف وبدأت تضعها على أنفها. توقفت لوهلة، ونفخة البودرة الصغيرة تتأرجح في الهواء، ناظرة إلى وجهها العريض وشعر ناصيتها الأسود المنسدل والمتمايل. مظهر بشع أيتها اليهودية الحقيرة، هكذا تقول لنفسها شاعرة بالمرارة. تعود أدراجها إلى مكانها عند المنضدة بينما تصادف المدير، وهو إيطالي سمين ذو رأس أصلع دهني. «ألا يمكنك فعل شيء سوى التزين والنظر إلى المرآة طوال اليوم؟ ... حسنا جدا، أنت مطرودة.»

حدقت في وجهه الأملس كالزيتونة. قالت متلعثمة: «أيمكنني قضاء يومي بالخارج؟» يومئ برأسه. «تحركي؛ هذا ليس صالون تجميل.» عادت مسرعة إلى مكانها عند المنضدة. جميع المقاعد ممتلئة. الفتيات، وسعاة المكاتب، وموظفو الحسابات ذوو الوجوه الشاحبة. «شطيرة دجاج وفنجان من القهوة.» «جبن كريمي وشطيرة زيتون وكوب من الحليب الرائب.» «مثلجات صنداي بالشوكولاتة.» «شطيرة بيض وقهوة وكعك الدونات.» «كوب من المرق.» «حساء الدجاج.» «صودا آيس كريم بالشوكولاتة.» يأكل الناس على عجل دون أن ينظر أي منهم للآخر، وأعينهم على أطباقهم، وعلى أكوابهم. خلف الجالسين على المقاعد يقترب المنتظرون أكثر فأكثر. بعضهم يأكل واقفا. وبعضهم يدير ظهره للمنضدة ويأكل ناظرا للخارج عبر الحاجز الزجاجي واللافتة

HCNUL ENIL NEERG

عند الحشود المتدافعة الداخلة والخارجة كما لو كانت تعبأ وتفرغ من مترو الأنفاق عبر الظلام الأخضر الباهت.

قال جاس ماك نيل وهو ينفخ غيمة كبيرة من الدخان من سيجاره ويتكئ على كرسيه الدوار: «حسنا يا جوي، أخبرني بكل شيء عن الأمر. ماذا الذي تخططون له أيها الرفاق هناك في فلاتبوش؟»

تنحنح أوكيف وجر قدميه. «حسنا يا سيدي، لقد كونا لجنة إضراب.» «لا بد أن أقول إن لديك ... هذا ليس سببا لمداهمة حفل عمال الملابس، أليس كذلك؟» «لم يكن لي أي علاقة بذلك ... لقد انزعجت المجموعة من كل مناهضي الحرب والاشتراكيين.» «كانت تلك الأشياء لا بأس بها قبل عام، لكن الشعور العام تغير. صدقني يا جوي، لقد سئم شعب هذا البلد للغاية من أبطال الحرب.» «لدينا منظمة حيوية هناك.» «أعلم يا جو. أعلم ذلك. وأثق بك في هذا ... ولكنني سأعمل على التخفيف من أمر المكافآت ... لقد أدت ولاية نيويورك واجبها على يد رجل الخدمة السابق.» «هذا صحيح تماما.» «المكافأة الوطنية تعني الضرائب لرجل الأعمال العادي ولا شيء غير ذلك ... لا أحد يريد المزيد من الضرائب.» «ما زلت أظن أن الفتية يستحقون ما يحدث لهم.» «جميعنا استحققنا أشياء كثيرة لم نحصل عليها قط ... بالله عليك لا تخبر عني ذلك ... اجلب لنفسك يا جوي سيجارا من ذلك الصندوق هناك. أرسله لي صديق من هافانا عبر ضابط في البحرية.» «شكرا لك يا سيدي.» «هيا خذ أربعة أو خمسة.» «يا إلهي، شكرا لك.» «أخبرني يا جوي، كيف تنظمون أنفسكم جميعكم أيها الفتية في انتخابات حاكم المدينة؟» «يعتمد هذا على الموقف العام تجاه احتياجات رجل الخدمة السابق.» «اسمع يا جوي، أنت رجل ذكي ...» «أوه، سينظمون أنفسهم جيدا. يمكنني إقناعهم.» «كم رجلا حصلت عليه؟»

حصل معسكر شيمس أوريلي على 300 عضو جديد وهناك أعضاء جدد يسجلون كل يوم ... نحن نحصل عليهم من كل مكان. سننظم حفلا راقصا في الكريسماس وبعض المباريات في مخزن الأسلحة إذا تمكنا من إيجاد الملاكمين.»

نامعلوم صفحہ