تمتطي امرأة بيضاء فرسا كبيرا
وسيصدر عنها الأذى أينما حلت ...
في الماضي كانت بابل ونينوى، وقد بنيت كل منهما بالطوب. كانت أثينا ذات الأعمدة من الرخام والذهب. وقامت روما على أقواس فسيحة من الحطام . وفي القسطنطينية، توهجت المآذن كشمعات ضخمة حول القرن الذهبي ... أوه ثمة نهر واحد أخير علينا عبوره . ولكن الفولاذ، والزجاج، والبلاط، والأسمنت ستكون مواد ناطحات السحاب. ستطل براقة تلك المباني ذات ملايين النوافذ المتراصة على الجزيرة الضيقة، في هرم فوق آخر كرأس سحابة بيضاء متراكمة فوق عاصفة رعدية ...
وكان المطر 40 يوما وكان المطر 40 ليلة
ولم يتوقف حتى الكريسماس
والرجل الوحيد الذي نجا من الفيضان
كان جاك ذا الأرجل الطويلة الذي أتى من البرزخ ...
يا إلهي، ليتني كنت ناطحة سحاب.
لف القفل في دائرة لإبعاد المفتاح. انتظر ستان ببراعة الوقت المناسب وأمسك به. أطلق النار بغير تردد عبر الباب المفتوح، وفي نهاية الردهة الطويلة تصرخ بيرلاين في غرفة المعيشة. تبدو رائحتها غريبة، رائحة بيرلاين، فلتذهب إلى الجحيم. التقط كرسيا، فكاد الكرسي أن يطير، وتأرجح حول رأسه واصطدم بالنافذة، فاهتز الزجاج ورن. نظر من خلال النافذة. كان الشارع في أحد الأطراف. وكان يدخل إليه خطاف وسلم وسيارة إطفاء أسرع ما يمكن ووراءها صرخة صفارة إنذار مطنطنة. «النيران النيران، صبوا المياه، اسكتلندا تحترق.» حريق يساوي ألف دولار أمريكي، حريق يساوي 100 ألف دولار أمريكي، حريق يساوي مليون دولار أمريكي. ترتفع ناطحات السحاب كاللهب، في لهب، لهب. استدار راجعا إلى الغرفة. دارت الطاولة وانقلبت. وقفزت خزانة الخزفيات على الطاولة. وصعدت كراسي البلوط فوق موقد الغاز. «صبوا المياه، اسكتلندا تحترق.» لا أحب الرائحة في هذا المكان في مدينة نيويورك، مقاطعة نيويورك، ولاية نيويورك. استلقى على ظهره على أرضية المطبخ الذي رآه يدور وأخذ يضحك. الرجل الوحيد الذي نجا من الفيضان أركب سيدة عظيمة بيضاء على حصان أبيض. عاليا حيث اللهب، عاليا، عاليا. أصدر الكيروسين في علبة مشحمة الواجهة همسا في ركن المطبخ. «صبوا المياه.» وقف يتأرجح على الكراسي المقلوبة المطقطقة فوق الطاولة المقلوبة. لعقه الكيروسين كلعقة لسان أبيض بارد. مال، وأمسك بصنبور الغاز، فتراجع صنبور الغاز، ورقد على ظهره في بركة من المياه يشعل أعواد الكبريت، إنها مبتلة لن تشتعل. أصدر أحد الأعواد شرارة، واشتعل؛ فأبقى على اللهب بعناية بين يديه. ••• «أوه نعم ولكن زوجي طموح للغاية.» هكذا كانت بيرلاين تقول للسيدة التي كانت ترتدي رداء بنقشة مربعة زرقاء في محل البقالة. «إنه يحب أن يقضي وقتا ممتعا وكل تلك الأمور، ولكنه طموح أكثر من أي شخص عرفته في حياتي. سيجعل والده يرسلنا إلى الخارج حتى يتمكن من دراسة الهندسة المعمارية. إنه يريد أن يصبح مهندسا معماريا.» «يا إلهي، سيكون هذا جيدا لك، أليس كذلك؟ رحلة كتلك ... أتريدين شيئا آخر يا سيدتي؟» «لا، أعتقد أنني لم أنس شيئا ... لو كان أي شخص آخر لكنت سأصير قلقة عليه. لم أره منذ يومين. أظن أنه يتعين علي أن أذهب إلى والده.» «وأنت متزوجة حديثا أيضا.» «لم أكن لأخبرك إن كنت قد ظننت أن ثمة خطأ ما، أليس كذلك؟ كلا، إن سلوكه قويم ... حسنا وداعا يا سيدة روبنسون.» دست حزمتها أسفل إحدى ذراعيها وأرجحت حقيبتها الخرزية في يدها التي لا تمسك بها شيئا آخر وهي تسير في الشارع. كانت الشمس لا تزال دافئة على الرغم من وجود مسحة من الخريف في الرياح. أعطت بنسا لرجل أعمى يدير ذراع أرغن يدوي لتخرج منه موسيقى فالس لأوبريت «الأرملة الطروب» (ميري ويدو). ما زال من الأفضل أن تصرخ فيه قليلا عندما يعود إلى المنزل، فقد يفعل ذلك كثيرا. استدارت إلى شارع 200. كان الناس ينظرون من النوافذ، فقد كان هناك تجمع حاشد. كان هناك حريق. استنشقت الهواء المشبع برائحة الحريق. فأصابها بالقشعريرة؛ إذ كانت تحب رؤية الحرائق. أسرعت. يا للهول، إنه خارج بنايتنا. خارج شقتنا. دخان كثيف ككيس خيش يخرج من نافذة الطابق الخامس. وجدت جسمها فجأة كله يرتعش. ركض صبي المصعد الملون إليها. كان وجهه أخضر. صرخت: «أوه، إنه في شقتنا، والأثاث جاء لتوه قبل أسبوع. دعني أمر.» سقطت الحزم منها، وانكسرت زجاجة قشدة على الرصيف. وقف شرطي في طريقها وألقت بنفسها عليه ودقت على صدره الأزرق العريض. لم يكن بوسعها التوقف عن الصراخ. ظل يقول بصوت مدو وعميق: «حسنا أيتها السيدة الشابة ، لا بأس.» كان بمقدورها أن تسمع صوته يهدر في صدره وهي تضربه برأسها. «إنهم ينزلونه، فقد وعيه فحسب من الدخان، هذا كل ما في الأمر، فقد وعيه فحسب من الدخان.»
صرخت: «أوه، ستانوود زوجي.» كان كل شيء يعتم. أمسكت بزرين لامعين في معطف الشرطي وفقدت الوعي.
نامعلوم صفحہ