تحويلة مانهاتن

جورج أورويل d. 1450 AH
116

تحويلة مانهاتن

تحويلة مانهاتن

اصناف

تذكرت فجأة وجه ستان كاملا، حيث كان يقف أمامها بربطة عنق فراشية الشكل منحنية فوق قميصه الناعم، وبشعر مجعد، ويشرب مجددا. «أوه يا إيلي، أنا سعيد جدا لرؤيتك ...» «هذا هو السيد إيميري يا سيد جولدفايزر ...» «لقد كنت في أكثر رحلة مدهشة، صدقا كان ينبغي أن تأتي ... ذهبنا إلى مونتريال وكيبيك وعدنا عبر شلالات نياجرا ولم نفق من الشرب قط منذ تركنا نيويورك العجوز الضئيلة وحتى قبض علينا لتجاوزنا السرعة المسموح بها في طريق بوسطن بوست، أليس كذلك يا بيرلاين؟» كانت إلين تحدق في فتاة وقفت تترنح خلف ستان بقبعة قشية مزهرة صغيرة مسحوبة لأسفل فوق زوج من العيون الزرقاء كزرقة السماء. «إيلي، هذه بيرلاين ... أليس اسما جميلا؟ كدت أموت من الضحك عندما أخبرتني بمعناه ... لكنك لا تعرفين المزحة في الأمر ... لقد توطدت علاقتنا للغاية في شلالات نياجرا لدرجة أننا اكتشفنا أننا قد تزوجنا ... وأن وثيقة زواجنا عليها زهور الثالوث ...»

لم تتمكن إلين من رؤية وجهه. الأوركسترا، وتداخل الأصوات، وقعقعة الصحون التي انطلقت متصاعدة أكثر فأكثر حولها ...

وسيدات الحرملك

يعلمن جيدا كيف يرتدينها

في بغداد الشرق منذ زمن بعيد ... «ليلة سعيدة يا ستان.» كان صوتها حازما في فمها، وسمعت الكلمات شديدة الوضوح عندما نطقت بها. «أوه يا إيلي، أتمنى أن تأتي للاحتفال معنا ...» «شكرا شكرا.»

بدأت ترقص مرة أخرى مع هاري جولدفايزر. كانت حديقة السطح تدور بسرعة، ثم أقل سرعة. انحسرت الضوضاء انحسارا مثيرا للاشمئزاز. قالت: «معذرة لدقيقة يا هاري. سأعود إلى الطاولة.» في دورة مياه السيدات، ألقت بنفسها بعناية على الأريكة الفاخرة. نظرت إلى وجهها في المرآة المستديرة لحقيبة مستحضرات تجميلها. اتسعت حدقتا عينيها من ثقوب سوداء ضبابية حتى أصبح كل شيء أسود. •••

كانت ساقا جيمي هيرف متعبتين؛ فقد كان يمشي طوال فترة ما بعد الظهيرة. جلس على مقعد بجوار حوض السمك ونظر فوق الماء. أعطت ريح سبتمبر المنعشة بريقا فولاذيا للموجات المنعشة للميناء والسماء الزرقاء الإردوازية الملطخة بالسواد. كانت باخرة بيضاء كبيرة ذات قمع أصفر تمر أمام تمثال الحرية. خرج الدخان من زورق القطر عند مقدمته مدور النتوءات بشكل حاد كورقة. على الرغم من المنازل المعرقلة على الرصيف، بدا له طرف مانهاتن كمقدمة صندل تندفع ببطء وهدوء في الميناء. دارت النوارس وصاحت. وقف على قدميه منتفضا. «أوه يا للهول، يجب أن أفعل شيئا.»

وقف لثانية مشدود العضلات متوازنا على قدميه. كان للرجل الرث الهيئة الناظر إلى الحفر الضوئية لصحيفة يوم الأحد وجه رآه من قبل. قال بصوت غير واضح: «مرحبا.» قال الرجل دون أن يمد يده: «كنت أعرفك طوال الوقت. أنت ابن ليلي هيرف ... ظننتك لن تتحدث إلي ... فليس هناك سبب يجعلك تتحدث معي.» «أوه بالطبع لا بد أنك قريبي جو هارلاند ... أنا سعيد للغاية برؤيتك ... كثيرا ما تساءلت عنك.» «تساءلت عن ماذا؟» «أوه لا أعرف ... من المضحك أنك لا تفكر مطلقا في أقاربك على أنهم أشخاص مثله، أليس كذلك؟» جلس هيرف على المقعد مرة أخرى. «هلا أخذت سيجارة ... إنها مجرد سجائر ماركة كاميل.» «حسنا، لا أمانع ... ماذا تعمل يا جيمي؟ لا تمانع لو دعوتك بهذا الاسم، أليس كذلك؟» أشعل جيمي هيرف عود ثقاب، ثم أشعل آخر وناوله لهارلاند. «هذا أول تبغ أشربه منذ أسبوع ... شكرا لك.»

ألقى جيمي نظرة إلى الرجل بجانبه. بدا التجويف الطويل لوجنته ذات الشيب كرأس سهم مع الثنية العميقة لطرف فمه. بصق هارلاند وقال: «تعتقد أنني محبط للغاية، أليس كذلك؟ أنت نادم على حياة الراحة التي تعيشها، أليس كذلك؟ أنت نادم لأنه كان لديك أم ربتك لتكون رجلا محترما وليس نذلا كبقيتهم ...»

قال جيمي متشدقا بكلماته: «عجبا، لقد حصلت على وظيفة كمراسل في صحيفة «نيويورك تايمز» ... وظيفة فاسدة لعينة، لقد سئمت الأمر.» «لا تتحدث هكذا يا جيمي، أنت في مرحلة مبكرة من شبابك ... مثل هذا السلوك لن يوصلك إلى شيء.» «حسنا، لنفترض أنني لا أريد أن أصل إلى أي شيء.» «كانت عزيزتي ليلي المسكينة فخورة بك للغاية ... أرادت أن تكون رجلا عظيما، كان لديها طموح كبير فيك ... بالتأكيد أنت لا تريد أن تنسى والدتك يا جيمي. لقد كانت الصديق الوحيد الذي كان لدي من جميع أفراد العائلة اللعينة.»

نامعلوم صفحہ