تحصین
التحصين لأسرار ما زاد من كتاب اليقين
اصناف
فقالوا يا تمليخا إن الأمر كما ذكرت والفكرة ما فكرت ما دقيوس إلا عاص وكافر بإله الخلق أجمعين ما الإله إلا خالق السماوات والأرض.
فقال تمليخا فكيف الحيلة بالكفر به فالطاعة لإله السماء والأرض؟
فقالوا لا نعلم والرأي رأيك.
فقال تمليخا لا أرى لنفسي ونفسكم إلا الفرار من دقيوس الكافر إلى إله السماء الذي خلقنا وخلقه.
فقالوا نعم الرأي ما رأيت.
فباتوا تلك الليلة فلما كان نصف الليل قال تمليخا إخواني قوموا إلى عبادة ربكم فقاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا (12) وجعلوا يدعون ربهم بقية ليلتهم حتى أصبحوا.
فلما أصبحوا ركبوا خيولهم وخرجوا هرابا من دقيوس الكافر متثابتين عن ثلاثة أميال من المدينة.
فقال تمليخا انزلوا عن خيولكم ليخفى أثركم فنزلوا وخلوا خيولهم ومشوا على أرجلهم حتى قطر الدم من أرجلهم فشكوا ذلك إليه فقال:
إخواني إن هذا في الله قليل.
فمشوا حتى أظهروا وأصابهم العطش فرأوا أن رجلا يرعى غنما فقالوا هل لكم أن نستسقي الراعي ومالوا إليه فقالوا يا راعي هل عندك شربة من ماء أو لبن.
قال الراعي بحق إلهي دقيوس ما أصبح عندي ماء ولا لبن.
قالوا يا راعي لا تسم دقيوس إلها وهو عبد من عباد الله أعطاه الله النعمة السابغة والملك والجند والمال فكفر وتجبر.
فقال الراعي إن أمركم لعجب أرى وجوهكم وجوه الملوك وثيابكم
صفحہ 648