309

تحرير التحبير

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

ایڈیٹر

الدكتور حفني محمد شرف

ناشر

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

پبلشر کا مقام

لجنة إحياء التراث الإسلامي

ما أنشده التبريزي في هذا الباب داخل في أحد قسمي التجنيس المماثل، والذي ينبغي أن تفسر به المشاكلة قولنا: إن الشاعر يأتي بمعنى مشاكل لمعنى في شعر غير ذلك الشعر، أو في شعر غيره بحيث يكون كل واحد منهما وصفًا أو نسبًا أو غير ذلك من الفنون، غير أن كل صورة أبرز المعنى فيها غير الصورة الأخرى، فالمشاكلة بينهما من جهة الغرض الجامع لهما، والتفرقة بينهما من جهة صورتيهما اللفظية، ومثال مشاكلة الشاعر نفسه قول امرئ القيس في صفة الفرس طويل:
وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل
وقوله في صفة الفرس أيضًا طويل:
إذا ما جرى شوطين وابتل عطفه ... تقول هزيز الريح مرت بأثأب
فامرؤ القيس في هذين البيتين قاصد وصف الفرس بشدة العدو، غير أنه أبرز المعنى الأول في صورة الإرداف، حيث قال: قيد الأوابد فجعله يدرك الوحش إدراك المطلق للمقيد، وأبرز الثاني في صورتي وصف

1 / 394