156

تحرير التحبير

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

تحقیق کنندہ

الدكتور حفني محمد شرف

ناشر

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

پبلشر کا مقام

لجنة إحياء التراث الإسلامي

قوله وراثة الأعمام على وراثة الفضل، وحينئذ يأتي ما ذكرناه، ولم يرد بالأعمام إلا بني الأعمام، وببني البنات إلا بني علي ﵃ فإنه مدح بالقصيدة الرشيد، وعرض بيحيى بن عبد الله بن الحسن بن علي، والأول بنو أعمام فقط، والأخر بنو أعمام وبنو بنات، فكانت للأول مزية لم تكن للأخر، قابلها ابن المعتز بأن أباه بنو العم المسلم فكانت هذه بتلك، فحصلت المساواة، فثبت الفضل لبيته على بيت مروان وما يستكثر مثل هذا الجهل من مروان وهو يقول في هذه الأبيات للرشيد كامل: يا بن الذي ورث النبي محمدًا ... دون الأقارب من ذوي الأرحام فليت شعري ما الذي ورثه العباس ﵁ من رسول الله ﷺ دون ذوي رحمه، وكيف يقال: إن رسول الله ﷺ يورث؟ وهذا أفضل الصحابة وأفقههم يحتج على فاطمة ﵍ في أمر فدك والعوالي، بقول رسول الله ﷺ: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة " فإن كان النبي ﷺ يورث فلم منعت فاطمة ما ادعت وإن كان لا يورث فلم يدعي هذا الجاهل أن العباس ﵁ ورثه دون ذوي رحمه؟ وأصل الحديث يروون أن أبا بكر ﵁ أعطى عليًا عمامة رسول الله ﷺ وسيفه دون العباس، ثم لم يقنع مروان بهذا حتى قال: كامل:

1 / 238