161

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

تحقیق کنندہ

مصطفى باحو

ناشر

دار الإمام مالك

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

پبلشر کا مقام

أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة

اصناف

فقہ
وفي حديث أبي سعيد عن النبي ﵇: «فيقال لهم يعني للمؤمنين (١) أخرجوا من عرفتم فتحرم (ق.٢٩.ب) صورهم على النار، فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه». (٢)
وروى جابر عن النبي ﵇ أنه قال: «إن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة» (٣).
فإذا (٤) كان من يدخل النار من المذنبين تحفظ عليهم فيها دارات وجوههم ومواضع السجود منهم، ومع هذا فيميتهم الله فيها إماتة، كما ورد في الخبر، فإنما ذلك على وجه التكرمة لهم لحرمة الإيمان، وإن كان دخولهم النار في صورة الإهانة.
وهذا مثل تأديب الإنسان عبده بالسجن والضرب، فإنه وإن كان إهانة في الظاهر، فهو كرامة في الباطن من حيث يكون قصده بذلك أن يستعد العبد لخدمته ويتشرف بالقرب منه لاسيما إذا كان العبد فدما محتاجا إلى الأدب فذلك إحسان من مولاه إليه، فإذا تأدب بذلك (٥) وقرب من سيده

(١) في (ب): المؤمنين.
(٢) رواه البخاري (٧٠٠١) ومسلم (١٨٣) والنسائي (٥٠١٠) وابن ماجه (٦٠) وأحمد (٣/ ١١ - ٩٤) والحاكم (٨٧٣٦) والطيالسي (٢١٧٩) عن أبي سعيد.
(٣) رواه مسلم (١٩١) وأحمد (٣/ ٣٥٥) عن جابر.
(٤) في (ب): وإذا.
(٥) في (ب): من ذلك.

1 / 161