تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

ابن عطیہ قداعی طرطوشی d. 608 AH
125

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

تحقیق کنندہ

مصطفى باحو

ناشر

دار الإمام مالك

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

پبلشر کا مقام

أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة

اصناف

فقہ
يا رب وما بعث النار؟ فيقول: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعون للنار وواحد للجنة»، كما قاله نبينا ﵇. (١) وإذا ثبت بنص هذه الآية أن الناس كلهم ينقسمون إلى قسمين: مؤمنين وكفار، صح انقسامهم في الآخرة أيضا إلى قسمين: سعداء وأشقياء، فالسعداء هم المؤمنون، وهم أصحاب اليمين. والأشقياء هم الكفار، وهم أصحاب الشمال. ولما كان المؤمنون ينقسمون في الدنيا إلى من أخذ نفسه بمجرد الطاعات والبعد عن الذنوب، وقليل ما هم، وإلى من خلط منهم عملا صالحا وآخر سيئا، انقسم أصحاب اليمين في الآخرة إلى قسمين، فيكون الصنف الأعلى منهم هم المقربون فيصيرون قسما ثالثا، وتبقى (٢) بقية أصحاب اليمين على أسميتهم. ولا نحتاج أن نقسم أصحاب الشمال، لأنهم يستوون في أصل العذاب بالنار ويستوون في التخليد فيها، وإنما يختلفون في تخفيف العذاب عن من هو أقل شرا، وتضعيفه أو شدته على من هو أكثر شرا على ما سيأتي في موضعه.

(١) رواه البخاري (٦١٦٤) عن أبي هريرة. ورواه البخاري (٣١٧٠ - ٤٤٦٤ - ٦١٦٥) ومسلم (٢٢٢) وأحمد (٣/ ٣٢ - ٧٧) عن أبي سعيد. ورواه مسلم (٢٩٤٠) وأحمد (٢/ ١٦٦) وابن حبان (٧٣٥٣) عن عبد الله بن عمرو. ورواه الترمذي (٣١٦٩) وأحمد (٤/ ٤٣٢ - ٤٣٥) والحاكم (١/ ٨١) وغيرهم عن عمران وصححه. وفي الباب عن أنس عند ابن حبان وغيره. (٢) في (ب): ويبقى.

1 / 125