117

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

تحقیق کنندہ

مصطفى باحو

ناشر

دار الإمام مالك

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

پبلشر کا مقام

أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة

اصناف

فقہ
الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَر﴾ [القمر: ٥٤].
وقال: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾ [مريم: ٨٥ و٨٦].
وقال: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران: ١٠٦].
وقال في يوم القيامة: ﴿يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ﴾ [هود: ١٠٥]، ثم ذكر أن السعداء في الجنة وأن الأشقياء في النار من غير اعتبار بتقسيم السعداء، وكذلك في الآيات المتقدمة ليس فيها إلا قسمان فقط.
وكذلك قال الله تعالى في سورة (لم يكن): ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ [البينة: ٦ - ٧].
ولا بد من أن يكون الأنبياء والصديقون والشهداء وجميع أصناف المؤمنين داخلين في الذين ءامنوا وعملوا الصالحات لقوله: ﴿أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ [البينة: ٧]، وكذلك قد دخلوا في القسم الواحد الذي هو من أخذ كتابه بيمينه، ومن ثقلت موازينه، والذين هم السعداء، والوجوه الناعمة، والوجوه المبيضة.
ولا يعترض على هذا بأهل الكبائر الذين يدخلون النار، فإن مآلهم إلى الجنة، وكتاب كل واحد منهم إنما يأخذه بيمينه لا محالة، ولا يعترض

1 / 117