فصل
ثم يقال بعد هذا للحميدي: ما تقول في سائر الشهداء مثل الغريق والحرق والمبطون والمرأة تموت بجمع وغيرهم ممن نص ﵇ على كونهم شهداء؟ فإن جعلت أرواحهم في الجنة من حين الموت كنت قد خالفت الآية.
فإن قوله: ﴿بَل أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون﴾ [آل عمران: ١٦٩]. إنما نزل في الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله، وكذلك حديث ابن مسعود أيضا.
وإن جعلت أرواح من لم يقتل في سبيل الله من الشهداء مع سائر أرواح المؤمنين كنت قد فرقت بين (١) (ق.١٨.ب) الشهداء مع كون الاسمية شاملة لجميعهم، إذ قال ﵇: «وما تعدون الشهادة فيكم، قالوا: القتل في سبيل الله، قال: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله»، وذكر الحديث (٢).