112 الضروري-في العناية الأزلية-مناصرة العقل بمساعد و قائد برفده في مهمتين:
الأولى: تعريفه ما لا يصل إدراكه إليه من مقادير الخير و الشر، و مقاييس السعادة و الشقاء.
الثانية: مؤازرته على عامليه إذا تمردا عليه، و هما: الشهوة و الغضب، و 1 الهوى و العاطفة.
فكان ذلك القائد و المساعد للعقل هم الأنبياء و الرسل الذين جاؤونا بالشرائع الإلهية و أسباب سعادة البشر في الحياتين.
و كانت عناية الشريعة الإسلامية بالأخص من بين سائر الشرائع السماوية قد اهتمت أشد الاهتمام بسن القوانين و الأحكام، و حفظ هذه الحياة حتى جعلتها في كفة الحياة الأخرى، بل أرجح منها، فقالت: «من لا معاش له لا معاد له» 2 ، و قالت: «ليس خيركم من ترك دنياه لآخرته و لا من ترك آخرته لدنياه، بل خيركم من أخذ حظا من هذه و حظا من هذه» 3 و: «اعمل لدنياك و اعمل لآخرتك» 4 و فوق ذلك كله قوله تعالى: و ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا 5 .
____________
(1) مكان حرف: (و) بياض في المطبوع، فأثبتناه مراعاة للسياق.
(2) لم نعثر عليه في مظانه بعد التتبع الحثيث.
(3) لم نعثر عليه بلفظه، و لكن قريب من هذا الحديث رواية: «ليس منا من ترك دنياه لدينه، أو ترك دينه لدنياه» .
لا حظ: الفقيه 3: 156، البحار 75: 321، الوسائل مقدمات التجارة 28: 1 (17: 76) .
(4) ورد الحديث بلفظ: «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، و أعمل لآخرتك كأنك تموت غدا» في: الفقيه 3: 156، الوسائل مقدمات التجارة 28: 2 (17: 76) .
(5) سورة القصص 28: 77.
نامعلوم صفحہ