تحرير الأفكار
تحرير الأفكار
اصناف
ومنها: قال يحيى بن يعلى: قيل لزائدة: ثلاثة لم لا تروي عنهم: ابن أبي ليلى، وجابر الجعفي والكلبي ؟ قال: أما الجعفري فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة.
قلت: كثر عن زائدة الجرح في الشيعة، فظهر تحامله عليهم. يؤكد ذلك أنه ذكر ابن حجر في ترجمته: قال أبو داود الطيالسي وسفيان بن عيينة: حدثنا زائدة ابن قدامة وكان لا يحدث قدريا ولا صاحب بدعة. فقوله: قدريا، يشعر بأنه غير مجبري، لأنهم يسمون العدلية قدرية.
وقال أبو حاتم: كان ثقة صاحب سنة إلى أن قال وقال أي ابن سعد: كان ثقة صاحب سنة إلى أن قال : وقال أبو نعيم: كان زائدة لا يكلم أحدا حتى يمتحنه، فأتاه وكيع فلم يحدثه... انتهى. قلت: كان وكيع شيعيا. فظهر أن زائدة عثماني كما لا يخفى على من عرف اصطلاحهم، مع أن اعتقاده في جابر أنه يؤمن بالرجعة لعله الباعث له على تكذيبه كما قال يحيى بن معين فيمن سب الذين سماهم من الصحابة: فهو دجال لا يكتب عنه وقد مر ذكره. فمعنى أنه كذاب أنه يقول بالرجعة.
ويؤكد هذا ما رواه ابن حجر في ترجمته عن ابن عدي من قوله فيه: وعامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة.
وفي سنن الدارقطني ( ج 1 ص 379 ): حدثنا محمد بن يحيى بن مرداس، حدثنا أبو داود، سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يتكلم في جابر لحديثه إنما تكلم فيه لرأيه... انتهى.
نعم، أما القول بالرجعة فمعناه القول بأن عليا(عليه السلام) يرجع إلى الدنيا، وهذا لا يوجب الجرح. وأما تفسير القول بالرجعة بأكثر مما تحتمله كلمة الرجعة فهو مردود. وإنما هو تحامل من خصوم القائلين بالرجعة على خصومهم.
ومن ذلك قول ابن حجر: وقال سلام بن أبي مطيع: قال لي جابر الجعفي: عندي خمسون ألف باب من العلم ما حدثت به أحدا، فأتيت أيوب فذكرت هذا له فقال: أما الآن فهو كذاب.
صفحہ 84