تحرير الأفكار
تحرير الأفكار
اصناف
وأخرج البخاري في باب مرض النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)ووفاته ( ج 5 ص 139 ) عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود أن عائشة زوج النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قالت: لما ثقل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)واشتد به وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فخرج وهو بين الرجلين تخط رجلاه في الأرض، بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر. قال عبيد الله: فأخبرت عبدالله بالذي قالت عائشة: فقال لي عبدالله بن عباس: هل تدري من الرجل الذي لم تسم عائشة ؟ قال: قلت: لا، قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب.
وقال ابن الأمير في الروضة الندية في شرح التحفة العلوية ( ص 241 ) في شرح قول والده:
كتمت أعداؤه من فضله***ما هو الشمس فما يغنون شيئا
زعموا أن يطفئوا أنواره***وهو نور الله ما انفك مضيئا
فقال ابن الأمير: ذكر بني أمية، وقصدهم هدم مناقب أمير المؤمنين(عليه السلام)، وقد وليت بنو أمية الإمارة المدة الطويلة وبالغت في هدم شرفه الرفيع، ونهت عن التحدث بفضائله، وأمروا بسبه، وطووا ذكر فضله، وأبى الله إلا أن يتم نوره، ويظهر في الخافقين أعلام فضل علي برغم أنف كل معاند. وقد أطال أهل التاريخ في ذلك بما هو معروف، حتى بلغ من عداوتهم كراهة التسمي بهذا الاسم الشريف، كما حكي عن جد الأصمعي، أنه شكى على الحجاج بن يوسف فقال: إن أهلي عقوني، قال: بماذا ؟ قال: سموني عليا، فولاه الحجاج بعض أعماله، وغير اسمه مكافأة له على ما تلطف به إليه. إلى أن قال ابن الأمير: فهذا ما أشار إليه في قوله: « زعموا أن يطفئوا أنواره » البيت. وصدق، لقد ملأت أنوار فضائله الآفاق، وبيضت بسوادها وجوه الأوراق، مع مبالغة العدا في إطفائها حتى تحامى المحدثون نشر فضائله، لكثرة القادحين بذلك وردهم لحديث من شهر بحب الوصي(عليه السلام).
صفحہ 77