155

فهم لا يخفون على طالب الحق والسلامة من مضلات الفتن، لأنهم معروفون مشهورون بالعلم والفضل، وعندهم لمن أراد التمسك بهم الدلائل النيرة وكشف الشبهات، ولا يلتبسون على طالب الحق ولا يخفون أبدا. لأن أعداءهم لا يغتر بهم طالب الحق والمتمسك بالثقلين وإن كانوا أولي قربى لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). إما لأن ضلالهم ظاهر مكشوف بظهور ظلمهم، وإما أن يكونوا بصورة أهل الدين والعلم ولكنهم يحاربون التمسك بالقرآن وعترة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بدعوى أن السنة حاكمة على القرآن، وأن العترة خوارج وقادة فتن، وإن الواجب طاعة أعدائهم ملوك الجور ودعاة الفساد، ونحو ذلك مما يصرفون به الناس عن العمل بحديث الثقلين، تشبيها عليهم بكلمة حق يراد بها باطل، أو برواية مكذوبة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، أو بتعظيم لأسلافهم في المذهب المؤسسين لباطلهم، حتى يجعلوا من تكلم فيهم متهما على الإسلام، فيخوفوا أهل الضعف من اتباع الأدلة الواضحة كحديث الثقلين وغيره. فهؤلاء يكفي طالب الحق في الحذر منهم حديث الثقلين لينجو من فتنتهم وتلبيسهم. فظهر بهذا أن أئمه آل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)ومن اقتدى بهم منهم، هم أعلام الهدى مع القرآن الكريم، وأن حديث الثقلين جاء لتبيين ما ينجي من مضلات الفتن.

وبهذا ظهر أنه لا معنى لتشكيك ابن الأمير، لأن أعلام الحق ظاهرون، فهم ومن حذا حذوهم واقتدى بهم من آل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)هم المقصدون، لا العادلون عن طريقهم التابعون لغيرهم، ولا المفتونون بحب الدنيا المتبعون للشهوات، الذين قد تبين ضلالهم وفسادهم. فالحق واضح لطالب النجاة وإن جادل من جادل.

صفحہ 159