قال ابن الصلاح: إسناده جيد حدث به مسلم بحضرة أبي زرعة١.
قلت: وهو يقتضي التفرقة بين الرائي ومن يطلق عليه إسم الصاحب.
والحاصل أن تسمية الجميع بإسم الصحابي له إعتبارات.
إحداها: من يصدق عليه الإستعمال العرفي قطعًا، وهؤلاء هم، جمهور الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين كانوا معه ﷺ. ومن هاجر إليه من القبائل وغزا معه. ولا ريب في أمثال هؤلاء.
الثاني: من يقرب من هؤلاء كالذين هاجروا إليه وأقاموا عنده أيامًا قلائل ورجعوا إلى أماكنهم كوفد (عبد القيس) ٢ ووفد ثقيف وأمثالهم، وكمثل وائل بن حجر، ومعاوية بن الحكم السلمي، وجرير بن عبد الله البجلي٣.
ومن لم يصحبه إلا مدة يسيرة – الأيام والليالي- ولكن حفظ عنه وتعلم منه، وروى عنه عدة أحاديث، فهؤلاء أيضًا وأمثالهم يطلق عليهم إسم الصاحب حقيقة عرفية. وإن كانت مدة صحبتهم ليست طويلة. لتحقق الإسم فيهم وصدق الإتصاف بالصحبة لهم.
_________
١ مقدمة ابن الصلاح ص ١٤٦.
٢ في أ: عبد الله القيسي.
٣ انظر: فتح المغيث ٣/٩٤. للتحقق من المدة الزمنية التي صحبها جرير بن عبد الله رسول الله ﷺ.
1 / 39