وأما الأحاديث فكلها تشهد ما ذكرناه من ترك الابتداع والافتراء والتأمل في الأحاديث ونقلها على حسب ما رويت ونقلت، فلوا أمعنوا النظر، وعلت بهم الهمم، وأزالوا عن أنفسهم التعصب والحمية، وراجعوا الحق الذي قاله عمر_ رضي الله عنه_ في وصيته لأبي موسى الأشعري (¬1)_ رضي الله عنه_: /ص119/ ("لا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس فراجعت فيه بصيرتك،فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي على الباطل") (¬2)، فإن الحق أبلج (¬1)، والباطل لجلج (¬2). /ص120/ والفقيه القاضي قد انتشرت/ امامته واشتهرت عدالته (¬3)، فلو سأل من حاول الرد والتضليل للفقيه القاضي كل من قدم من شرق وغرب لشهد الكل بأمانته، وحفظه للحديث، ومعرفته بالصحيح منه والسقيم وسائر علومه، وأصول الدين وفروعه.فهذا ما حضرنا من الجواب، نسأل الله علما نافعا، وهديا منيعا، ونحن نرغب إلى جميع اخواننا من المسلمين: أن يبتهلوا إلى الله تعالى بالدعاء لجزيرة صقلية (¬4) حماها الله وكفاها ما نزل بها من العدو قصمه الله. وصلى الله على محمد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
... تم جواب عبد الله بن الحسن البصري _ رضي الله عنه.
/ص121/ الجواب الثالث
/ص22/ بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما
صفحہ 84