وانما قولنا أن من شرطه/ أن يقارن دعوى الرسالة، فلا يتقدمها، لأنه قال: اني رسول الله، وآية هذا أن الله قد أحيا الموتى في زمن عيسى (¬3) _ عليه السلام_. وفلق البحر في زمن موسى_ عليه السلام، /ص16/ وإن القريب (¬1) قد تكلم منذ عامين، لكان لمخالفه أن يقول له: ذلك دليل كذبك، وصحة دعوى مخالفك، ولكان لغيره أن يدعي بذلك رسالة تناقض رسالته وتوجب ابطالها (¬2).
/ص17/ فصل "سادس"
أن يكون بينه وبين مدعي الرسالة
تعلق
وإنما قلنا: أن من شرطه أن يكون بينه وبين مدعي الرسالة تعلق، يكون به شاهدا له ودليلا على صدقه، أنه لو لم يكن كذلك، لم يكن له أن يدعيه دليلا على صدقه، إلا ولمخالفه أن يدعيه دليلا على كذبه. لأنه لو رأى رجل موسى قد ضرب بعصاه البحر، فانفلق فقال ذلك الرجل: أنا نبي، وأية هذا انفلاق هذا البحر، لم يكن ذلك دليلا على صدقه حتى يعلم أن انفلاقه كان على يده ويسببه. وكذلك لو قال رجل: أنا رسول الله، وآية هذا، ما نزل على محمد_ صلى الله عليه وسلم_، من القرآن، لم يكن ذلك دليلا له، وإنما يدل على صدق من ظهر على يده ونجم من جهته.
/ص18/ فصل "سابع"
"أن يكون موافقا لدعواه غير مناقض له
ولا مكذب به"
صفحہ 11