تمني الموت
ويكره تمني الموت، والدعاء به، لضر ينزل بالإنسان، من مرض أو فقر أو نحو ذلك من شدائد الدنيا، فإن خاف فتنة في دينه جاز له تمنيه، وربما ندب، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إن كانت الوفاة خيرا لي)).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا يتمنين أحدك الموت، إما محسن فعله يزاد وإما مسيء فلعله يستعتب)) أي يتوب ويعتذر.
ثم إن الموت أمر مكتوب على جميع الأنام، وقضاء محتوم بين الخاص والعام، وقد سوى الله فيه بين القوي والضعيف، والوضيع والشريف، وقهر به الجبابرة، وقصر به القياصرة، وكسر به الأكاسرة، وجعله للمؤمنين المتقين تحفة وأي تحفة، وزلفة وأي زلفة، وللكافرين والمنافقين حسرة وأي حسرة، وأخذة وأي أخذة.
فسبحانه من ملك جبار منفرد قهار، قد توحد بالدوام والبقاء، وتنزه عن الموت والفناء، فهو الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، قال عز من قائل: {كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}[الرحمن:26،27]، وقال تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون}[القصص:88]، وقال تعالى: {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}[آل عمران:185].
صفحہ 81