قالوا: وأكثر من يخشى عليه سوء الخاتمة -والعياذ بالله- المتهاون بالصلاة والمدمن لشرب الخمر، والعاق لوالديه، والذي يؤذي المسلمين، وكذلك المصرون على الكبائر والموبقات الذين لم يتوبوا إلى الله منها، ويكاد يدل لذلك قوله تعالى: {ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوءى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون}[الروم:10].
فينبغي للمسلم: أن يرجو من فضل الله أن لا يسلبه نعمة الإسلام من بعد أن أنعم عليه بها ابتداء من غير وسيلة منه، ويخاف مع ذلك من التغير، لتقصيره في الشكر على هذه النعمة التي هي أعظم النعم، وقد كان بعض السلف، يحلف بالله: أنه ما أمن أحد على إسلامه أن يسلب إلا سلب.
وينبغي أن لا يزال سائلا من الله تعالى، متضرعا إليه، أن يرزقه حسن الخاتمة، وقد ذكر عن إبليس لعنه الله أنه قال: قصم ظهري الذي يسأل الله حسن الخاتمة، أقول: متى يعجب هذا بعمله؟ أخشى أنه قد فطن.
اللهم إنا نسألك بنور وجهك، وبحقك عليك، حسن الخاتمة عند الممات، لنا ولأحبابنا وللمسلمين، يا أرحم الراحمين. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين.
صفحہ 78