تحکیم العقول فی تصحیح الاصول
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
اصناف
القسم الرابع الكلام في النبوات
مسألة في جواز البعثة وصفات الرسول وبيان الطريق إلى معرفة الرسول
الذي نقوله في ذلك: إنه تعالى إذا كلف العبد وعلم أن له في البعثة لطفا لا بد أن يبعث، فإذا علم أن لطفهم في شيء بعينه لا بد أن يبعثه وإن كان ثم جماعة استووا كان مخيرا، وإذا علم أن لطفهم في شرع بين لهم وأمرهم به، والبعثة متى حسنت وجبت، وإذا بعث فلا بد من طريق به يعلم المكلف أنه رسول والطريق فيه أحد شيئين، إما أن يقول تعالى هو رسولي مع مقارنة معجزة بها يعلم أنه كلامه أو معجز يظهر على الرسول يعلم به أنه تعالى صدقه في قوله إلا في المعجز عنه ولذلك ينبئ بالمعجزات، ولا بد للرسول من صفات وللمعجز من صفات.
أما صفات الرسول فيجب أن يعلم من حاله أن في بعثته لطفا ويعلم أنه يؤدي ما حمل من الرسالة، ويعلم أنه لا يرتكب كفرا وفسقا وما ينفر من صغيرة أو مباح، ويعلم أنه كان معصوما قبل البعثة.
وصفات المعجز أن يكون فعلا لله وحده لا يقدر العبد عليه، ويكون ناقضا للعادة، ويكون عقيب دعواه، ويكون مع بقاء التكليف.
ونحن نبين جواز البعثة، ثم بعد ذلك جواز نسخ الشرائع، وبعده الكلام في نبوة نبينا - صلى الله عليه وآله - والكلام في جواز البعثة مع البراهمة، وفي النسخ مع اليهود.
ويقال لهم: أليس قد تقرر في عقل كل عاقل أن من كلف أمرا ويصح أن يكون في المعلوم أنه إذا فعل فعلا كان أقرب إلى فعل ما كلف، وإذا فعل غيره كان أبعد، فالأول يكون لطفا والثاني مفسدة، فإذا علم الله من حال المكلف ذلك أليس يجب عليه أن يأتي به ليفعل وإلا لم يكن مزيحا للعلة.
صفحہ 165