164

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

تحقیق کنندہ

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

ناشر

مكتبة المنار

ایڈیشن نمبر

الأولى

پبلشر کا مقام

الأردن الزرقاء

فِي كل دم سفكه قَالَت أحسن الله بشارتك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ وأدام سلامك مثلك بشر بِخَير وسر جليسه قَالَ لَهَا وَقد سرك ذَلِك قَالَت نعم وَالله سرني قَوْلك وأنى لي بتصديقه قَالَ وَالله لوفاؤكم لَهُ بعد مَوته أعجب إِلَيّ من حبكم لَهُ فِي حَيَاته اذكري حَاجَتك فَقَالَت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنِّي آلَيْت على نَفسِي أَن لَا أسأَل أحدا أعنت عَلَيْهِ شَيْئا أبدا وَمثلك من أعْطى بِغَيْر مَسْأَلَة وجاد من غير طلبة قَالَ صدقت ثمَّ أقطعها ضَيْعَة استغلت مِنْهَا أول سنة عشرَة آلَاف دِرْهَم وَذكر أَن سَوْدَة بنت عمَارَة بن أَسد اسْتَأْذَنت عَلَيْهِ فَلَمَّا أذن لَهَا قَالَ هيه يَا بنت أَسد أَلَسْت القائلة يَوْم صفّين (شمر كَفعل أَبِيك يَا بن عمَارَة ... يَوْم الطعان وملتقى الأقران) (وانصر عليا وَالْحُسَيْن ورهطه ... واقصد لهِنْد وأبنها بهوان) (إِن الإِمَام أهوَ النَّبِي مُحَمَّد ... علم الْهدى ومنارة الْإِيمَان) (فقد الجيوش وسر أَمَام لوائه ... قدما بأبيض صارم وَسنَان) فَقَالَت بلَى يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَمَا مثلي من رغب عَن الْحق وَلَا اعتذر بِالْكَذِبِ قَالَ فَمَا حملك على ذَلِك قَالَت حب عَليّ وَاتِّبَاع الْحق فَقَالَ وَالله مَا أرى عَلَيْكُم من أثر عَليّ شَيْئا فَقَالَت نشدتك الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ من إِعَادَة مَا مضى وتذكار مَا خلا فَقَالَ هَيْهَات مَا مثل مقَام أَخِيك ينسى

1 / 258