345

قوله تعالى:

(ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير (106)

* * *

(القراءة)

قرأ ابن عامر ما ننسخ بضم النون وكسر السين، والباقون بفتحها، فأما القراءة العامة فمن قولهم: نسخت الكتاب، فأنا ناسخ، والكتاب منسوخ. وأما قراءة ابن عامر ففيها وجهان: أحدهما: ما قاله أبو عبيد: ما ننسخك يا محمد، كما قال: نسخت الكتاب، وأنسخته غيري، والثاني: أنسخته جعلته ذا نسخ، كما قال قوم للحجاج وقد صلب رجلا: أقبرنا فلانا، أي اجعله ذا قبر، يقال: قبرت زيدا دفنته، وأقبره الله جعله ذا قبر، قال تعالى: (ثم أماته فأقبره (21)

واختلفوا في ننسها فقرأ ابن كثير وأبو عمرو ننسأها بفتح النون والهمزة، وهو جزم بالشرط، ولا يدع أبو عمرو الهمزة في مثل هذا؛ لأن سكونها علامة للجزم، وهو من التأخير، ومنه: (إنما النسيء زيادة في الكفر) وقرأ الباقون بضم النون وكسر السين من النسيان أو من الترك.

* * *

(اللغة)

النسخ: نسخك كتابا عن كتاب، والنسخ: أن تزيل أمرا كان يعمل به، واختلفوا في أصله فقيل : أصله من الإبدال، ومنه سمي النسخ نسخا؛ لأنه بدل عن الأول، عن علي بن عيسى، وقيل: أصله من الإزالة، عن أبي هاشم، ومنه نسخت الشمس الظل، ونسخت الرياح آثارهم، أي أزالتها.

صفحہ 536