ببابل قيل: اسم بلد لا ينصرف، عن الكسائي، وقيل: بابل العراق، عن الحسن، وعائشة، وقيل: بابل ديناوند، عن الضحاك والسدي، ولم سمي بابل، قال الخليل: لأن ألسنتهم تبلبل بها، يعني اختلفت. اللغات وما يعلمان من أحد يعني الملكين (حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر) قيل: نحن امتحان واختبار نبين السحر ليجتنب ولا يكفر بعمل السحر، فإنما بعثنا لنمنع الناس منه، ونبين بطلانه، عن أبي علي، وقيل: نحن عقوبة على من لا يقبل نصيحتنا فلا تكفر، وقيل: ما أنزل عليهما السحر وما علماه، فكانا لا يعلمان أحدا شيئا إلا وينصحان فيقولان: لا تكفر، ينهيان عن الكفر والسحر، عن أبي مسلم، وقيل: كانا علجين، وقولهما: لا تكفر كقول الخليع: أنا في ضلال فلا تفعل ما أنا فيه، وتقديره إنما نحن ضلال كفار، فلا تكفر أنت، عن الحسن. ولا تكفر فيه ثلاثة أقوال: قيل: بعمل السحر، وقيل: لا تكفر بتعلم السحر، وقيل : بواحد منهما فيتعلمون منهما من الملكين، عن أكثر المفسرين، وهو قول أبي علي، وقيل: من السحر والكفر، عن أبي مسلم، وتقديره: فيتعلمون مكان ما علمناه، وقيل: من الشياطين وهاروت وماروت، عن الأصم ما يفرقون به بين المرء وزوجه أي يفرقون بما يتعلمون بينهما، قيل: بالنميمة والتضريب، فينغص كل واحد منهما إلى صاحبه، عن قتادة، وقيل: إذا عمل بالسحر كفر، فحرمت عليه زوجته، فكأنه يغريه بالكفر والسحر فيفرق بينه وبين زوجته، عن أبي مسلم وما هم يعني الذين يفرقون بين المرء وزوجه بضارين به من أحد إلا بإذن الله يعني لا يلحقان ضررا بغيره إلا بإذنه. ومن: صلة، وتقديره وما يضران أحدا، واختلفوا في معنى الإذن، قيل: بعلم الله تعالى، عن أبي علي والأصم، من قوله: (فأذنوا بحرب من الله) وقيل: الإذن، بسكون الذال وكسر الهمزة، والأذن بفتحهما بمعنى، كشبه وشبه، ومثل ومثل، عن أبي مسلم، وقيل: بتخلية الله، قال: من شاء الله منعه من السحر، فلم يضره، ومن شاء خلى بينه وبينه فضره. وروى سفيان: (إلا بقضاء الله) ويحمل على معنى العلم، وقيل: بإذن الله لخلقه، وهو كالأمراض التي تحصل عند سقي السم والأطعمة وغيره، عن أبي علي، ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم لأنهم يصيرون به إلى العذاب الدائم ولقد علموا يعني اليهود الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم لمن اشتراه استبدل السحر بدين الله، فالهاء في اشتراه كناية عن السحر، عن قتادة وابن زيد وجماعة. وقيل: كانوا يعطون الأجرة عليه، فذلك اشتراؤهم له، عن أبي علي ما له يعتي ما لمن اشتراه في الآخرة من خلاق قيل: نصيب من الخير، عن مجاهد وسفيان والسدي. وقيل: ما له دين، عن الحسن. وقيل: من خلاص. (ولبئس ما شروا به أنفسهم) يعني ما باعوا به حظ أنفسهم، حيث اختاروا الكفر على الإيمان، عن السدي وغيره لو كانوا يعلمون.
ويقال: لم قال لو كانوا يعلمون وقبله ولقد علموا؟
قلنا: فيه قولان: الأول: هما فريقان فريق علموا وعاندوا، وفريق جهلوا، عن الأصم. الثاني: هم فريق واحد إلا أنهم ذموا في أحد الكلامين بنفي العلم؛ لأنه بمنزلة المنتفي، حيث لم يعملوا به، وأخبر عن حالهم في الكلام الثاني. وقيل: الذين علموا الشياطين، والذين لم يعلموا الناس، وأنكر بعضهم للإجماع أن المراد بقوله: لمن اشتراه اليهود دون الشياطين، وقيل: لو كانوا يعلمون كنه ما أعد الله لهم من العذاب، عن أبي مسلم.
* * *
(الأحكام)
صفحہ 525