ويقال: علام يعود الضمير في قوله: منهما؟
قلنا: فيه خلاف قيل: على الملكين، عن أكثر المفسرين، وهو قول أبي علي، وقيل: يعود على السحر والكفر، عن أبي مسلم، قال: لأنه تقدم الدليل عليهما في قوله: كفروا كقوله: (سيذكر من يخشى (10) ويتجنبها الأشقى (11).
يعني يتجنب الذكرى.
ويقال: ما معنى (من) في قوله: لمن اشتراه؟ وأين جوابها؟
قلنا: فيه قولان: أحدهما: أنها بمعنى الجزاء، والآخر بمعنى (الذي)، وجوابها مكتف بجواب القسم، كقوله تعالى: (لئن أخرجوا لا يخرجون معهم) فلذلك رفع. و(هاروت وماروت): اسمان أعجميان لا ينصرفان، ومحلهما جر؛ لأنه بدل من الملكين.
ويقال: علام يعطف فيتعلمون؟
قلنا: فيه ثلاثة أقوال: الأول: قيل: يأتون فيتعلمون، وقد دل أول الكلام على (يأتون)، فيتعلمون: عطف عليه.
وقيل: يعلمون الناس السحر فيتعلمون، ذكر الوجهين الكسائي والفراء.
والثالث: يعلمان فيتعلمون، عن الزجاج.
ويقال: لم لا يجوز أن يكون جوابا للنفي في قوله: وما يعلمان؟
قلنا: لأن لفظه على النفي، ومعناه الإيجاب، كأنه قال: يعلمان إذا قالا: نحن فتنة فلا تكفر، واللام في قوله: ولقد علموا لام القسم.
* * *
(النزول)
عن الربيع أن اليهود سألوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - زمانا عن أمور في التوراة لا يسألونه عن شيء من ذلك إلا أنزل الله عليه ما سألوا عنه فخصمهم، فلما رأوا ذلك قالوا: هذا أعلم بما أنزل علينا منا، وأنهم سألوه عن السحر وخاصموا به، فأنزل الله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) الآية.
صفحہ 520