تہذیب فی تفسیر

حاکم جشامی d. 494 AH
18

واليوم: اسم لوقت طلوع الشمس إلى غروبها، ويستعمل بمعنى الوقت، يقال: أيام بني العباس، وسمي يوم القيامة؛ لأنه بمقدار يمتد فيه الضياء إلى أن يستقر أهل كل دار فيها.

والدين: الجزاء، والدين: العادة، والدين: ما يدان به، والدين: الحساب، والدين: الانقياد، وقيل: أصله الجزاء من قولهم: كما تدين تدان، وقيل: العادة، كقول الشاعر: أهذا دينه أبدا وديني؟

* * *

(الإعراب)

(مالك) مكسور الكاف؛ لأنه نعت لله، ويجوز في العربية نصب الكاف على النداء، ورفعها على الابتداء.

وكسر (يوم )؛ لأنه مضاف إليه.

* * *

(المعنى)

لما بين تعالى أنه رب العالمين، وملك الدنيا بين ملكه في الآخرة فقال تعالى (مالك) يعني القادر يوم الدين قيل: أراد باليوم الوقت، وقيل: أراد مقدار الضياء إلى أن يفرغ من القضاء، ويستقر أهل كل دار فيها، ويوم الدين: قيل: يوم الحساب، عن ابن عباس والسدي. وقيل: يوم الجزاء، عن الضحاك، وقتادة. وقيل: يوم الجزاء عن الدين، عن أبي علي. وقيل: يوم القهر، من قولهم: دينته أي قهرته، وقيل: يوم لا ينفع إلا الدين، عن محمد بن كعب.

ومتى قيل: لم خص ذلك اليوم بالذكر؟

قلنا: تعظيما له وتفخيما لشأنه، كما قال: (رب العرش)، وقيل: لأنه هناك أملاك الملوك زائلة، والملوك خاضعة، والدعاوي باطلة، فلا حكم إلا له، وقيل: ذكره ترغيبا في الاستعداد لذلك اليوم.

صفحہ 209