438

تهذيب الآثار

تهذيب الآثار

ایڈیٹر

محمود محمد شاكر

ناشر

مطبعة المدني

پبلشر کا مقام

القاهرة

اصناف

حدیث

وأما ما روى عمن روى عنه أن ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم من إسراء الله عز وجل به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وما ذكر عنه أنه عاين هنالك وفى السموات السبع من عظيم قدرته إنما كان ذلك كله رؤيا نوم لا رؤيا يقظة فقول ظاهر كتاب الله على خلافه دال والتنزيل على فساده شاهد والأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بغيره متظاهرة والروايات ببطوله ورادة

فأما دليل ظاهر كتاب الله أسألكعلى خلافه فقوله

﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا

سورة الإسراء 1 فأخبر تبارك وتعالى أنه أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى معلما بذلك خلقه قدرته على ما فعل به مما لا سبيل لأحد من خلقه إلى مثله إلا لمن مكنه من ذلك مثل الذى مكن منه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ودالا بذلك من فعله به على صدقة وحقيقة نبوته إذ كان ذلك من المعجزات التى لا يقدر من البشر عليه أحد إلا من خصه الله بمثل ما خصه به

ولو كان ذلك رؤيا نوم لم يكن فى ذلك على حقيقة نبوة رسول الله دلالة ولا على من احتج عليه به من مشركى قوم رسول الله لرسوله حجة ولا كان لإنكار من أنكر من المشركين مسراه من مكة إلى المسجد الأقصى ورجوعه إليها فى ليلة واحدة وجه معقول

إذ كان معقولا عند كل ذى فطرة صحيحة أن الإنسان قد يرى فى منامه فى الساعة ما على أوطارا وحاجات فدع ما على مسيرة شهر

صفحہ 454