طہارت قلوب

درینی d. 697 AH
92

طہارت قلوب

اصناف

============================================================

مفشيا عليه، ثم جئت به إلى ثالث فقال ادخلوا إن لم تشغلونا عن ربنا فدخلنا، فقرأت عليه (ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد) الآيات فوقع مغشيا عليه ، فأدرته على ستة رجال كل واحد تخرج ونتركه مغشيا عليه . ثم أتينا إلى السابع فدخلنا على شيخ فان اا وهو فى مصلاه، فسلمنا فلم يشعر بسلامتا، فقلت بصوت عال : إن للخلائق غدا مقاما .

ف صاح بين يدى وبقى مبهوتا فانحا فاه يصيح بصوت ضعيف. فرجنا وتركناه، ثم بعد ذلك سألت عن أحوالهم ، فقيل لى : مات منهم ثلاثة وبقى الشيخ على حاله ثلاثة أيام ثم أفاق: وسمع يحيى البكاء رجلا يقرا (ولؤ ترى إذ وقفوا على ربهم) فصاح صيعة مرض مها أربعة أشهر بعاد من أطراف البصرة .

و اعلم أن الخائفين على مراتب: فحوف العارفين خوف إجلال وتعظيم ، لما غلب على قلوبهم من ذكر جلال الله تعالى وعظمته من غير فسكرة فى شيء من أفعاله، وهذا خوف الأنبياء والملائكة وخواص الأولياء وأما خوف أكثر المؤمنين فيذكروا الوعد والوعيد وأهوال القيامة، مع فكرتهم فى الجنايات والتفريط ، واتهامهم لنفوسهم أن يكون فيها من الافات الباطنة ما يربى على المعاصى الظاهرة، كالعجب والرياء والحسد والكبر ونحوها، واشد مايهيج خوف هؤلاء ويزعج قلوبهم خوف السابقة الخائمة، إذ العبد لايدرى هل سبق له فى علم الله تعالى السعادة أو الشقاوة والخاتمة تجرى على ماجرت به السابقة، فمن سبق له فى علم الله تعالى السعادة ختم له بخاتآمة الايمان ، ومن سبق له فى علم الله تعالى الشقاوة ختم له بخاتآمة الخذلان، قال الله عز وجل (واعلموا أن الله يحو بين المره وقلبه) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يشيح الرجل موامنا ويمسى كافرا، ويمسيى موأمنا ويضيح كافرا".

وأكثر مايمكر عند الموت بأرباب البدع وأمحاب الآفات الباطنة والظلمة الجاهرين

بالمعاصى، فإن كان فى ظاهره الصلاح ومكر به فلا فات باطنة .

صفحہ 92