227

تهافت التهافت

تهافت التهافت

اصناف

[173] واما حاله من الموجودات المحسوسة فلما كان هو الذى يعطيها الوحدانية وكانت الوحدانية التى فيها هى سبب وجود الكثرة التى تربطها تلك الوحدانية صار مبدأ لهذه كلها على انه فاعل وصورة وغاية وصارت جميع الموجودات تطلب غايتها بالحركة نحوه وهى الحركة التى تطلب بها غاياتها التى من اجلها خلقت وذلك أما لجميع الموجودات فبالطبع وأما للانسان فبالارادة ولذلك كان مكلفا من بين سائر الموجودات ومؤتمنا من بينها وهو معنى قوله سبحانه انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال الآية .

[174] وانما عرض للقوم ان يقولوا ان هذه الرئاسات التى فى العالم وان كانت كلها صادرة عن المبدأ الاول ان بعضها صدر عنه بلا واسطة وبعضها صدر منه بواسطة عند السلوك والترقى من العالم الاسفل الى العالم الاعلى وذلك انهم وجدوا اجزاء الفلك بعضها من اجل حركات بعض فنسبوها الى الاول فالاول حتى وصلوا الى الاول باطلاق فلاح لهم نظام آخر وفعل اشتركت فيه جميع الموجودات اشتراكا واحدا والوقوف على الترتيب الذى ادركه النظار فى الموجودات عند الترقى الى معرفة الاول عسير والذى تدركه العقول الانسانية منه انما هو مجمل لكن الذى حرك القوم ان اعتقدوا انها مرتبة عن المبدأ الاول بحسب ترتيب افلاكها فى الموضع هو انهم رأوا ان الفلك الاعلى فيما يظهر من امره انه اشرف مما تحته وان سائر الافلاك تابعة له فى حركته فاعتقدوا لمكان هذا ما حكى عنهم من الترتيب بحسب المكان .

صفحہ 233