[51] وقد كانت هذه المسئلة قديما دارت بين آل أرسطاطاليس وآل افلاطون وذلك ان افلاطون لما قال بحدوث العالم لم يكن فى قوله شك فى انه يضع للعالم صانعا فاعلا واما ارسطاطاليس فلما وضع انه قديم شك عليه اصحاب افلاطون بمثل هذا الشك وقالوا انه لا يرى ان للعالم صانعا فاحتاج اصحاب ارسطو ان يجيبوا عنه باجوبة تقتضى ان ارسطو يرى ان للعالم صانعا وفاعلا وهذا يبين على الحقيقة فى موضعه .
[52] والاصل فيه هو ان الحركة عندهم فى الاجرام السماوية بها يتقوم وجودها فمعطى الحركة هو فاعل للحركة حقيقة واذا كانت الاجرام السماوية لا يتم وجودها الا بالحركة فمعطى الحركة هو فاعل الاجرام السماوية .
[53] وأيضا قد تبين عندهم انه معطى الوحدانية التى بها صار العالم واحدا ومعطى الواحدانية التى هى شرط فى وجود الشىء المركب هو معطى وجود الاجزاء التى وقع منها التركيب لان التركيب هو علة لها على ما تبين وهذه هى حال المبدأ الاول سبحانه مع العالم كله .
[54] واما قولهم ان الفعل حادث فصحيح لانه حركة وانما معنى القدم فيه انه لا اول له ولا آخر ولذلك ليس يعنون بقولهم ان العالم قديم انه متقوم باشياء قديمة لكونها حركة وهذا هو الذى لما لم تفهمه الاشعرية عسر عليهم ان يقولوا ان الله قديم وان العالم قديم ولذلك كان اسم الحدوث الدائم أحق به من اسم القدم
صفحہ 172