[10] وهذا هو نص كلام الحكيم امام القوم فى بعض مقالاته المكتوبة فى علم ما بعد الطبيعة ان قوما قالوا كيف أبدع الله العالم لا من شىء وفعله شيئا من لا شىء . قلنا فى جواب ذلك ان الفاعل لا يخلو من أن تكون قوته كنحو قدرته وقدرته كنحو ارادته وارادته كنحو حكمته أو تكون القوة أضعف من القدرة والقدرة أضعف من الارادة والارادة أضعف من الحكمة فان كانت بعض هذه القوى اضعف من بعض فالعلة الاولى لا محالة ليس بينها وبيننا فرق وقد لزمها النقص كما لزمنا وهذا قبيح جدا او يكون كل واحد من هذه القوى فى غاية التمام متى أراد قدر ومتى قدر قوى وكلها بغاية الحكمة فقد وجد يفعل ما يشاء كما يشاء من لا شىء وانما يتعجب من هذا النقص الذى فينا . وقال كل ما فى هذا العالم فانما هو مربوط بالقوة التى فيه من الله تعالى ولو لا تلك القوة التى للاشياء لم تثبت طرفة عين .
[11] قلت الموجود المركب ضربان ضرب التركيب فيه معنى زائد على وجود المركبات وضرب وجود المركبات فى تركيبها مثل وجود المادة مع الصورة وهذا النحو من الموجودات ليس يوجد فى العقل تقدم وجودها على التركيب بل التركيب هو علة الوجود وهو متقدم على الوجود فان كان الاول سبحانه علة تركيب اجزاء العالم التى وجودها فى التركيب فهو علة وجودها ولا بد وكل من هو علة وجود شىء ما فهو فاعل له هكذا ينبغى ان يفهم الامر على مذهب القوم ان صح عند الناظر مذهبهم
صفحہ 152