[27] وذلك ان الموجود على مذهبهم ليس له الا حال هو فيها معدوم باطلاق وحال هو فيها موجود بالفعل فاما اذا كان موجودا بالفعل فليس يتعلق به فعل الفاعل ولا اذا كان عدما فقد بقى أحد أمرين اما الا يتعلق به فعل الفاعل واما ان يتعلق بالعدم فيقلب عينه الى الوجود فمن فهم من الفاعل هذا فهو ضرورة يجوز انقلاب عين العدم وجودا وانقلاب عين الوجود عدما وان يتعلق فعل الفاعل بانتقال عين كل واحد من هذين المتقابلين الى الثانى وذلك كله مستحيل فى غاية الاستحالة فى سائر المتقابلات فضلا عن العدم والوجود .
[28] فهؤلاء القوم انما أدركوا من الفاعل ما يدركه ذو البصر الضعيف من ظل الشىء بدل الشىء حتى يظن بظل الشىء انه الشىء فهذا كما ترى امر لازم لمن لم يفهم من الايجاد اخراج الشىء من الوجود الذى بالقوة الى الوجود الذى بالفعل وفى الاعدام عكس هذا وهو تغيره من الفعل الى القوة ومن هنا يظهر ان الامكان والمادة لازمان لكل حادث وانه ان وجد موجود قائم بذاته فليس يمكن عليه العدم ولا الحدوث
صفحہ 133