تغر بسام
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
اصناف
[184]
وفي يوم الأربعاء سادس شعبان منها ورد الخبر من مصر إلى دمشق بعزل الأندلسي من قضاء المالكية بدمشق وإعادة الطولقي بتاريخ خامس عشري رجب منها.
وفي أثناء شعبان منها سافر الأندلسي المعزول إلى مصر ليسعى في عزل غريمه الطولقي.
وفي يوم الأحد ثالث عشري رمضان سنة ست وتسع مئة المذكورة شاع بدمشق أن الأندلسي الذي كان قد عزل عن قضاء المالكية بالطولقي قد أعيد إليها وعزل الطولقي منها، وذلك في تاسع عشر رمضان المذكور وأنه لم يعط للسلطان طومان بأي شيء غير الفاتحة قرأها بعجلة وسرعة على قاعدة قراءة المغاربة، وأن السلطان قال لكاتب السر ابن أجا: ويختصر الفاتحة أيضا؟ وأنه أرسل ليستناب في الحكم عنه الشهاب الطرابلسي، وأنه تصالح مع الشيخ عبد النبي المالكي الذي كان سافر للشكوى عليه.
وفي بكرة يوم الخميس ثاني ذي الحجة منها دخل من مصر إلى دمشق قاضي المالكية بها الأندلسي المذكور ومعه خلعة لقاضي الشافعية ابن الفرفور وتلقاه نائب الغيبة جان بلاط والحاجب الكبير الفاجر إلى تربة تنم الحسني بميدان الحصا قبل طلوع الشمس بسرعة.
وفي يوم الأربعاء مستهل شعبان سنة سبع وتسع مئة سافر قاضي المالكية الأندلسي إلى مصر.
وفي أيام تشريقها أتى الطولقي المعزول الذي كان بمصر إلى دمشق وأخبر أنه اصطلح مع خصمه الأندلسي وأنه ولاه نائبا له. فلم يمكن من الحكم لكونه ولاه في غير ولايته، فولاه القاضي الشافعي عنه، واستمر هو بمصر.
وفي أثناء شوال سنة تسع وتسع مئة وردت الأخبار من مصر بعزل الطولقي المذكور ومنعه عن الحكم وأن الأندلسي فقد ولم يعلم أين هو، واشتهر بدمشق أنه غرق، وبعضهم يقول إنه خنق.
ترجمة الأندلسي
وهو محمد بن يوسف الأندلسي الدمشقي المالكي قاضي قضاة المالكية بدمشق شمس الدين اشتغل وحصل وبرع ودرس وأفتى، ثم ولي قضاء دمشق مرات كما قدمنا. ثم تحقق أنه نفي إلى قوص فمرت عليه التكاررة فذهب معهم إليها واستمر بها إلى أن مات.
صفحہ 288